أنسنة

تضخم فواتير الكهرباء... أزمة عامة أم حالات محدودة؟

| رجاء مرهون

أمر‭ ‬حسن‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بردها‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والذي‭ ‬أنهى‭ ‬الجدل‭ ‬والتأويلات‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬أذيع‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬“مسربة”‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬عدادات‭ ‬الكهرباء‭ ‬الذكية‭ ‬وأنها‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكتفي‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬بالتنويه‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬في‭ ‬“الإنستغرام”‭ ‬أو‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الحسابات‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لنفي‭ ‬معلومة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬جدا،‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬ذات‭ ‬وزن،‭ ‬وتداولت‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

إن‭ ‬تنويه‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬نحو‭ ‬تواصل‭ ‬أقوى‭ ‬مع‭ ‬جمهور‭ ‬مشتركيها،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬الشكاوى‭ ‬والأسئلة‭ ‬بشأن‭ ‬تضخم‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭.‬

إن‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬تتعاطى‭ ‬لهذه‭ ‬اللحظة‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬تضخم‭ ‬الفواتير‭ ‬وكأنها‭ ‬شكاوى‭ ‬فردية‭ ‬وحالات‭ ‬محدودة،‭ ‬وتتعهد‭ ‬بالتحقيق‭ ‬والفصل‭ ‬بشأنها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬تصريح‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشؤون‭ ‬التوزيعات‭ ‬عدنان‭ ‬فخرو‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬ستدرس‭ ‬جميع‭ ‬الحالات‭ ‬ومستعدة‭ ‬لتلقي‭ ‬جميع‭ ‬الملاحظات‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.‬

إن‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وهي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬“معالجة‭ ‬الحالات”‭ ‬تتجاهل‭ ‬أن‭ ‬الشكاوى‭ ‬صارت‭ ‬عديدة،‭ ‬فلا‭ ‬يمر‭ ‬علينا‭ ‬يومان‭ ‬بالعدد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬معارفنا‭ ‬صوته‭ ‬شاكيا‭ ‬من‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وأن‭ ‬الهيئة‭  ‬قالت‭ ‬له‭ ‬“ادفع‭ ‬الآن‭ ‬الفاتورة‭.. ‬وسينظر‭ ‬في‭ ‬أمرك‭ ‬لاحقا”،‭ ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬تتوافق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬أعدتها‭ ‬الهيئة‭ ‬ورفعتها‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬مؤكدة‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تأثير‭ ‬لرفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬تسعيرة‭ ‬الكهرباء‭  ‬لفئات‭ ‬عديدة،‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬الواقع‭ ‬العقاري‭ ‬وأسعاره‭ ‬في‭ ‬البلد‭.‬

شخصيا،‭ ‬لدي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬بشأن‭ ‬الدراسة،‭ ‬فلماذا‭ ‬اختيرت‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير‭ ‬السكنية‭ ‬العامرة‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬كعينة‭ ‬للدراسة؟‭ ‬وهل‭ ‬اتبعت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الأسلوب‭ ‬العلمي‭ ‬الممنهج‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتحكيم‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭ ‬عموما،‭ ‬إن‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬شرحا‭ ‬منطقيا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬لما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬ضخم‭ ‬ومفاجئ‭ ‬في‭ ‬الفواتير،‭ ‬والمطلوب‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬شرح‭ ‬منطقي‭ ‬علمي‭ ‬لما‭ ‬يحصل‭ ‬تبعثه‭ ‬لعموم‭ ‬جمهورها،‭ ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭  ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬احتساب‭ ‬الفواتير؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬برمته‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬كونه‭ ‬قفزة‭ ‬نتيجة‭ ‬رفع‭ ‬التسعيرات؟‭ ‬وننتظر‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬شرحا‭ ‬دقيقا‭ ‬ووافيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬