ستة على ستة

روحاني محذرا أم داعيا للحرب الأهلية؟

| عطا السيد الشعراوي

واصل‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ ‬تقمص‭ ‬دور‭ ‬الواعظ‭ ‬الحكيم‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬وشعبه،‭ ‬حيث‭ ‬حذر‭ ‬ممن‭ ‬يسعى‭ ‬لإثارة‭ ‬حرب‭ ‬أهلية،‭ ‬فإذا‭ ‬به‭ ‬يدفعنا‭ ‬دفعا‭ ‬للمقارنة‭ ‬بين‭ ‬الهواجس‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬وبين‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬دولته‭.‬

ففي‭ ‬كلمة‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الـ‭ ‬33‭ ‬للوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بطهران”،‭ ‬قال‭ ‬روحاني‭ ‬إن‭ ‬أميركا‭ ‬تسعى‭ ‬لاستغلال‭ ‬موجة‭ ‬التظاهرات‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬داخلية،‭ ‬وهدفها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هو‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬ونهب‭ ‬ثروات‭ ‬المسلمين”‭.‬

فإذا‭ ‬كانت‭ ‬أميركا‭ ‬تسعى‭ ‬لاستغلال‭ ‬حراك‭ ‬لبنان‭ ‬لإثارة‭ ‬حرب‭ ‬داخلية‭ ‬وفقا‭ ‬لروحاني،‭ ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الذي‭ ‬أوصل‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمل‭ ‬الصبر‭ ‬ودفعت‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬شعبه‭ ‬للتوحد‭ ‬والتمسك‭ ‬بمطالب‭ ‬محددة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومتفق‭ ‬عليها‭ ‬بينهم‭ ‬جميعا‭ ‬وأهمها‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬الحالية‭ ‬بسبب‭ ‬طائفيتها‭ ‬وتبعيتها‭ ‬لدولة‭ ‬روحاني‭ ‬وانقيادها‭ ‬التام‭ ‬لأجندة‭ ‬إيران‭ ‬وإهدار‭ ‬ثروات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬إملاءاتها‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬هدف‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هو‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬روحاني‭ ‬عن‭ ‬مطامع‭ ‬دولته‭ ‬ومساعيها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بل‭ ‬تفكيك‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وتحويلها‭ ‬لدويلات‭ ‬متناحرة‭ ‬تسهل‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وتحريكها‭ ‬وفقا‭ ‬للمصلحة‭ ‬الإيرانية‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬روحاني‭ ‬بحاجة‭ ‬لتذكيره‭ ‬بتصريحات‭ ‬حيدر‭ ‬مصلحي،‭ ‬وزير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإيراني‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬محمود‭ ‬أحمدي‭ ‬نجاد،‭ ‬والتي‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬“إيران‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية‭ ‬وأن‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الحدود‭ ‬وهي‭ ‬لكل‭ ‬الشيعة،‭ ‬وأن‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬نتاجات‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية”،‭ ‬وكذلك‭ ‬بتصريحات‭ ‬الجنرال‭ ‬حسين‭ ‬سلامي،‭ ‬نائب‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يتوقعون‭ ‬هذا‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬للثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬لتمتد‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬وفلسطين‭ ‬واليمن‭ ‬وأفغانستان‭.‬

بل‭ ‬إن‭ ‬مستشاره‭ ‬علي‭ ‬يونسي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬“إيران‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬امبراطورية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬وعاصمتها‭ ‬بغداد‭ ‬حاليا،‭ ‬وهي‭ ‬مركز‭ ‬حضارتنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬وهويتنا‭ ‬اليوم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الماضي”،‭ ‬مضيفًا‭: ‬“إن‭ ‬جغرافية‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتجزئة”،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬“كل‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إيرانية”‭.‬