سوالف

البحرين... مرجع للسلام وقيم التسامح

| أسامة الماجد

التسامح‭ ‬ينبوع‭ ‬العيش،‭ ‬ولا‭ ‬سعادة‭ ‬مطلقا‭ ‬بدون‭ ‬التسامح‭ ‬والإخاء‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬والبحرين‭ ‬معروفة‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭ ‬بأنها‭ ‬أرض‭ ‬التسامح‭ ‬وحرية‭ ‬العقيدة‭ ‬والأديان‭ ‬والأخوة‭ ‬والمحبة،‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬العوامل‭ ‬الدافعة‭ ‬للتقدم‭ ‬والمؤدية‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

يقول‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ (‬إن‭ ‬القيم‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬الإخاء‭ ‬والتعايش،‭ ‬والتسامح‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬ومازالوا‭ ‬مثالاً‭ ‬حيًّا‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬يومًا‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأصيل‭ ‬بمختلف‭ ‬مكوناته‭ ‬الفريدة‭).‬

تفخر‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬تاريخها‭ ‬بأنها‭ ‬مرجع‭ ‬للسلام‭ ‬والتساوي‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬والتسامح‭ ‬هو‭ ‬النور‭ ‬الساطع‭ ‬الذي‭ ‬يلمع‭ ‬من‭ ‬أرضها‭ ‬وينظر‭ ‬إليه‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬نظرة‭ ‬إكبار‭ ‬وإعجاب،‭ ‬ويتمنون‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النور‭ ‬السعيد‭ ‬يومض‭ ‬في‭ ‬أرضهم،‭ ‬لأن‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وقوته‭ ‬وتميزه‭ ‬بأسوار‭ ‬منيعة‭ ‬يصعب‭ ‬خرقها،‭ ‬هو‭ ‬التنوع‭ ‬الديني‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬ونبذ‭ ‬الآيديولوجيات‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬بسببها‭ ‬تتفكك‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتنقسم‭ ‬إلى‭ ‬جماعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تنعزل‭ ‬وتبتعد‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬ويعيش‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تناحر‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬ومستمر‭.‬

إن‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتسامح‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬16‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يعتبر‭ ‬وقفة‭ ‬مراجعة‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬السلام،‭ ‬برغبة‭ ‬صميمية‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الواعية‭ ‬المتطلعة‭ ‬للخير‭ ‬والمعبرة‭ ‬عن‭ ‬مبادئ‭ ‬السماء‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬فالتفرقة‭ ‬والتناحر‭ ‬وهضم‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬وتأجيج‭ ‬الصراعات‭ ‬والعداوات،‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬تؤخر‭ ‬البشرية‭ ‬والمجتمعات‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬إضعافها‭ ‬وتدمر‭ ‬الأرواح‭ ‬والممتلكات‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬دائما‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬المقدمة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وتدشين‭ ‬“كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي”‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬بروما‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والشعوب‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وستبقى‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجا‭ ‬لأرض‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬ومدرسة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭.‬