من جديد

“عيسى الإنسانية”

| د. سمر الأبيوكي

من‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يستذكر‭ ‬مآثر‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وحبه‭ ‬لشعبه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬جليا‭ ‬وواضحا‭ ‬والأجمل‭ ‬أنه‭ ‬حب‭ ‬متبادل‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭.‬

لم‭ ‬يسعدن‭ ‬الحظ‭ ‬بالسلام‭ ‬على‭ ‬سموه‭ ‬لكن‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬تناقلت‭ ‬مرارا‭ ‬استقباله‭ ‬والدي‭ ‬وتشريفه‭ ‬له‭ ‬باستلام‭ ‬نسخ‭ ‬خاصة‭ ‬لبعض‭ ‬إصداراته‭ ‬القانونية‭ ‬واهتمام‭ ‬سموه‭ ‬به‭ ‬وبكل‭ ‬فرد‭ ‬معطاء‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬البلاد‭ ‬وسماحته‭ ‬وبشاشته‭ ‬وترحيبه‭ ‬وسؤاله‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬وهكذا‭ ‬كان‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬أبا‭ ‬محبا‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬عائلته‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تجمعها‭ ‬البحرين‭ ‬قاطبة‭. ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬خلفه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أصفه‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬هذا،‭ ‬فموعد‭ ‬رحيله‭ ‬كان‭ ‬صعبا‭ ‬علينا‭ ‬جميعا،‭ ‬بكينا‭ ‬الأب‭ ‬الوالد‭ ‬الكبير‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬لم‭ ‬يضيعنا‭ ‬وجعل‭ ‬لنا‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف‭ ‬وزرع‭ ‬فينا‭ ‬محبة‭ ‬القائد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬كما‭ ‬أحببنا‭ ‬والده‭ ‬الكريم‭.‬

ولا‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬تخصيص‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬جائزة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬تعنى‭ ‬بالعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والإغاثي‭ ‬والتطوعي‭ ‬وتنتشر‭ ‬ليكون‭ ‬صداها‭ ‬واسعا‭ ‬ويشمل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬ويحصدها‭ ‬دوما‭ ‬من‭ ‬يستحقها‭ ‬وبجدارة‭.‬

ومضة‭: ‬إن‭ ‬ذكرى‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬ومآثره‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬وقربه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نستذكرها‭ ‬بكل‭ ‬فخر،‭ ‬وندعوا‭ ‬له‭ ‬دوما‭ ‬بالرحمة‭ ‬والغفران،‭ ‬كما‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جائزة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬دليلا‭ ‬واضحا‭ ‬وإرشاديا‭ ‬لتنمية‭ ‬العمل‭ ‬الإغاثي‭ ‬والإنساني‭ ‬والتطوعي‭ ‬بأشكاله‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأدعو‭ ‬هنا‭ ‬جميع‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلى‭ ‬الالتفات‭ ‬لتدريس‭ ‬الجائزة‭ ‬باسمها‭ ‬الكريم‭ ‬وأهدافها‭ ‬وتنمية‭ ‬تطلعات‭ ‬النشء‭ ‬نحو‭ ‬مضمون‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والإغاثي‭ ‬والتطوعي‭ ‬في‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬بجميع‭ ‬مناهجها‭ ‬حتى‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬حقيقي‭ ‬واع‭ ‬لتاريخه‭ ‬العريق‭ ‬ودولته‭ ‬الحديثة‭ ‬وأهمية‭ ‬مشاركة‭ ‬تجاربه‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬أقطار‭ ‬مختلفة‭.‬