فجر جديد

أبطال الإسعاف الوطني

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬تعرضت‭ ‬زوجة‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة،‭ ‬هبط‭ ‬بها‭ ‬مؤشر‭ ‬الضغط‭ ‬إلى‭ ‬19‭ ‬فقط،‭ ‬بعد‭ ‬تناولها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخطأ‭ ‬مضادًا‭ ‬حيويًا‭ ‬سبب‭ ‬لها‭ ‬حساسية‭ ‬مفرطة‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬بحياتها،‭ ‬لولا‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭.‬

ويقول‭ ‬“أجريت‭ ‬اتصالًا‭ ‬فوريًا‭ ‬للإسعاف‭ ‬الوطني،‭ ‬فتفاجأت‭ ‬بوصول‭ ‬المسعفين‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬دقائق‭ ‬بالضبط،‭ ‬سبقه‭ ‬تواصل‭ ‬منهم‭ ‬وهم‭ ‬بالطريق،‭ ‬إذ‭ ‬وجهوا‭ ‬لي‭ ‬أسئلة‭ ‬عديدة‭ ‬عن‭ ‬حالتها،‭ ‬وعن‭ ‬طبيعة‭ ‬ما تناولته ، وماهية الأعراض ،وفور وصولهم، باشروا ‬تقديم العلاجات الطارئة ‬لها،‭ ‬والمذياع‭ ‬مفتوح‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬نفسه،‭ ‬إذ‭ ‬كانوا‭ ‬يطلعونهم‭ ‬على‭ ‬تطورات‭ ‬الحالة‭ ‬أول‭ ‬بأول”‭.‬

ويزيد‭ ‬“لحظات‭ ‬قصيرة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يباشروا‭ ‬نقلها‭ ‬لسيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬ومنها‭ ‬للمستشفى،‭ ‬وخلال‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة،‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬السرير‭ ‬الأبيض‭ ‬بغرفة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وحواليها‭ ‬قرابة‭ ‬15‭ ‬ممرضا‭ ‬وطبيبا‭ ‬ومعالجا،‭ ‬بمشهد‭ ‬لا‭ ‬ينسى،‭ ‬توج‭ ‬بإنقاذ‭ ‬حياتها‭ ‬وبإعادة‭ ‬الضغط‭ ‬لمؤشرة‭ ‬الطبيعي‭ ‬وهو‭ (‬80‭)‬”‭.‬

صديق‭ ‬آخر،‭ ‬ذكر‭ ‬لي‭ ‬واقعة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسعفين‭ ‬بزيارة‭ ‬شقيقه‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬بعد‭ ‬تماثله‭ ‬للشفاء‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬أخاه‭ ‬تعرض‭ ‬لحادث‭ ‬سيارة،‭ ‬وإن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسعفين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬انتشلوه‭ ‬من‭ ‬سيارته‭ ‬المحطمة‭ ‬يومها‭.‬

ويضيف‭ ‬“كانت‭ ‬لمسة‭ ‬إنسانية‭ ‬رائعة‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬يقوموا‭ ‬بزيارته‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وبالسؤال‭ ‬عنه،‭ ‬إنه‭ ‬واجب‭ ‬رحيم‭ ‬يتخطى‭ ‬أبجديات‭ ‬المهنة‭ ‬الطبية‭ ‬ويصل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أعالي‭ ‬السحاب”‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬هذه،‭ ‬وقصص‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬نعرفها،‭ ‬لكنها‭ ‬موجودة‭ ‬ومتكررة،‭ ‬تمثل‭ ‬بجوهرها‭ ‬الجميل‭ ‬تتويجا‭ ‬لجهود‭ ‬معالي‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وأركانه‭ ‬الكرام‭ ‬بالإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬الإسعاف‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬يؤمل‭ ‬أن‭ ‬يوزع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬13‭ ‬مركزا‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬المحافظات‭ ‬كافة،‭ ‬مزودًا‭ ‬بكفاءات‭ ‬طبية‭ ‬عالية،‭ ‬وتقنيات‭ ‬متطورة،‭ ‬ومميزة،‭ ‬هدفها‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭ ‬وإنقاذ‭ ‬أرواحهم‭.‬

نوصل‭ ‬بدورنا‭ ‬لهم‭ ‬ولأبطال‭ ‬الإسعاف‭ ‬الوطني‭ ‬فردًا‭ ‬فردًا،‭ ‬تحياتنا‭ ‬وتحيات‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬المساعي‭ ‬الخيرة‭ ‬والنبيلة،‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬السمات‭ ‬الفريدة‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬عنوانها‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتميز‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالآخر‭.‬