العراق الجريح

| عبدالنبي الشعلة

لا‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬وأهمية‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حراك‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العربية‭ ‬عمومًا‭ ‬وفي‭ ‬الشارعين‭ ‬العراقي‭ ‬واللبناني‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وسنتوقف‭ ‬هنا‭ ‬عند‭ ‬الحالة‭ ‬العراقية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬وقفة‭ ‬عند‭ ‬الحالة‭ ‬اللبنانية‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬آخر‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬

فالشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬ومنذ‭ ‬الغزو‭ ‬الأميركي‭ ‬لبلاده،‭ ‬ظل‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬يتألم‭ ‬ويعاني‭ ‬ويتذمر،‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬وإباء،‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬وتفشي‭ ‬الفساد‭ ‬وتدني‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬وترديها،‭ ‬وصار‭ ‬يتساءل‭: ‬كيف‭ ‬وصلت‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬المزري‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يزخر‭ ‬بالإمكانات‭ ‬والخيرات‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬الهائلة؟‭ ‬وكيف‭ ‬تنقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأوبك‭ ‬للدول‭ ‬المنتجة‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬العالم؟‭ ‬وكيف‭ ‬يفتقر‭ ‬العراقيون‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين؟‭ ‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬نفد‭ ‬الصبر‭ ‬انفجر‭ ‬العراقيون‭ ‬وانتفضوا،‭ ‬وتدفق‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬منطلقين‭ ‬من‭ ‬أزقة‭ ‬حواري‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬وسط‭ ‬العراق‭ ‬ومن‭ ‬جنوبه‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فكان‭ ‬معظم‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المظاهرات‭ ‬والتجمعات‭ ‬شباب‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬فقيرة‭ ‬مهمشة‭ ‬ذات‭ ‬غالبية‭ ‬شيعية‭ ‬نافين‭ ‬بذلك‭ ‬أي‭ ‬صبغة‭ ‬أو‭ ‬شبهة‭ ‬طائفية‭ ‬لحراكهم‭ ‬ومطالبين‭ ‬بتحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتردي‭.‬

ونظرًا‭ ‬لعدم‭ ‬تجاوب‭ ‬الحكومة،‭ ‬واستعمالها‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬تفريق‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ومواجهتهم‭ ‬والتصدي‭ ‬لهم،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬المئات‭ ‬وجرح‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم،‭ ‬فقد‭ ‬اتسعت‭ ‬دائرة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬وأخذت‭ ‬أعداد‭ ‬المشاركين‭ ‬فيها‭ ‬بالارتفاع،‭ ‬وارتفع‭ ‬معها‭ ‬سقف‭ ‬مطالبات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بتغيير‭ ‬كامل‭ ‬للنظام‭ ‬السياسي‭ ‬ووضع‭ ‬نهاية‭ ‬للوجود‭ ‬والنفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬رافعين‭ ‬شعار‭ ‬“نريد‭ ‬الوطن”‭.‬

وحتى‭ ‬الآن‭ ‬فلا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬حكام‭ ‬بغداد‭ ‬لديهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬أو‭ ‬الجدية‭ ‬للتراجع‭ ‬عن‭ ‬مواقفهم‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بنية‭ ‬صادقة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إزاحة‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬وهزيمته‏‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬المحتجين‭ ‬والمتظاهرين‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ممكنة‭ ‬أو‭ ‬سهلة،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬نظامًا‭ ‬فرديًا‭ ‬مستبدًا‭ ‬يمكن‭ ‬الإطاحة‭ ‬به‭ ‬بسهولة‭ ‬مثل‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬الليبي‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬وأولاده،‭ ‬أو‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وزوجته‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬وحاشيته‭ ‬أو‭ ‬دائرته‭ ‬الضيقة‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬تلك‭ ‬الأنظمة‭ ‬تهاوت‭ ‬بسرعة‭ ‬ملحوظة‭ ‬بعد‭ ‬فترات،‭ ‬متفاوتة‭ ‬في‭ ‬قِصَرِها،‭ ‬من‭ ‬اندلاع‭ ‬التظاهرات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬وهبوب‭ ‬رياح‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬وجهها،‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الناحية‭ ‬يختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وتونس‭ ‬ومصر؛‭ ‬فالنظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬يتمتع‭ ‬بتمدد‭ ‬واسع‭ ‬لفئات‭ ‬متجذرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭ ‬ويشارك‭ ‬فيه‭ ‬أقطاب‭ ‬لها‭ ‬قطاعاتها‭ ‬وفصائلها‭ ‬وحتى‭ ‬مجموعاتها‭ ‬المسلحة،‭ ‬ويحظى‭ ‬النظام‭ ‬كذلك‭ ‬برعاية‭ ‬ومباركة‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية،‭ ‬وبوجود‭ ‬ودعم‭ ‬ثابت‭ ‬وصلب‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬الجار‭ ‬القوي‭. ‬

وعليه‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬أطرافا‭ ‬عديدة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية،‭ ‬تربطها‭ ‬منظومة‭ ‬علاقات‭ ‬متشابكة‭ ‬ومتداخلة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العراقية،‭ ‬وتجمعها‭ ‬أجندات‭ ‬ومنافع‭ ‬ومصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬ومباشرة،‭ ‬يهمها‭ ‬بإلحاح‭ ‬شديد‭ ‬إنهاء‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قمع‭ ‬وتصفية‭ ‬هذه‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاحتجاجات،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬وبكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭.‬

إننا‭ ‬نعتقد‭ ‬بأن‭ ‬التظاهرات‭ ‬والمطالبات‭ ‬سيتم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬وقريبًا‭ ‬لجمها‭ ‬وخنقها‭ ‬وربما‭ ‬سحقها‭ ‬بشدة‭ ‬وبقسوة‭ ‬وبشكل‭ ‬وحشي،‭ ‬وستسفك‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الدماء‭ ‬وسيفقد‭ ‬المئات‭ ‬أرواحهم،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك؛‭ ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬بل‭ ‬ستتحول‭ ‬إلى‭ ‬جمر‭ ‬ملتهب‭ ‬تحت‭ ‬الرماد‭.‬

وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬غيرت‭ ‬وستغير‭ ‬مجرى‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وفي‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬فالعراق‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الطويلة‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬الثورات‭ ‬على‭ ‬حقيقتها،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عرفه‭ ‬انقلابات‭ ‬عسكرية‭ ‬وأخرى‭ ‬مضادة‭ ‬كان‭ ‬أبرزها‭ ‬انقلاب‭ ‬1958‭ ‬الذي‭ ‬قادة‭ ‬الزعيم‭ ‬الركن‭ ‬عبدالكريم‭ ‬قاسم،‭ ‬والذي‭ ‬أزهقت‭ ‬فيه‭ ‬الأرواح‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أرواح‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬المالكة‭ ‬وأقطاب‭ ‬السياسة‭ ‬والحكم‭ ‬فيها‭ ‬وتم‭ ‬سحل‭ ‬أجسام‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬بغداد،‭ ‬ليدشن‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬المشين‭ ‬بذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬التصفيات‭ ‬وأنهار‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الجريح‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الآن‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بـ‭ ‬“الثورة”‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬ليست‭ ‬مرشحة‭ ‬للنجاح‭! ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬فإنها‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬استبدال‭ ‬الحكم‭ ‬القائم‭ ‬الآن‭ ‬بآخر‭ ‬مثله‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬أسوأ‭ ‬منه،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬نجاح‭ ‬الثورات‭ ‬يتطلب‭ ‬التمهيد‭ ‬لها‭ ‬فكريًا‭ ‬بثورة‭ ‬فكرية‭ ‬أو‭ ‬تنويرية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تسبق‭ ‬الثورة‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكمثال‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬واستقرت‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬مخاض‭ ‬طويلة‭ ‬عسيرة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬مهد‭ ‬لها‭ ‬المفكرون‭ ‬والمثقفون‭ ‬الفرنسيون‭ ‬بأفكارهم‭ ‬ونظرياتهم‭ ‬وأطروحاتهم‭.‬

واستطاعت‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬مفكريهم‭ ‬التي‭ ‬ضمت‭ ‬موليير‭ ‬وفولتير‭ ‬وروسو‭ ‬ومونتيسكو‭ ‬ودريدور‭ ‬وكثيرين‭ ‬غيرهم‭ ‬تهيئة‭ ‬وإنارة‭ ‬عقول‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬وحقنها‭ ‬بقيم‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬ترتقي‭ ‬بقيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬وتؤسس‭ ‬منظومة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬التي‭ ‬تصون‭ ‬وتحمي‭ ‬حقوقه‭ ‬وكرامته؛‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ليس‭ ‬ثورة‭ ‬بالمعنى‭ ‬الصحيح‭ ‬للكلمة،‭ ‬إنه‭ ‬حراك‭ ‬يعاني‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭ ‬البنيوي‭ ‬ويفتقد‭ ‬القاعدة‭ ‬الفكرية‭.‬

وسواء‭ ‬نجح‭ ‬المتظاهرون‭ ‬والمحتجون‭ ‬والمعتصمون‭ ‬العراقيون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أم‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬ومطالبهم‭ ‬المشروعة،‭ ‬فإنهم‭ ‬قد‭ ‬نجحوا‭ ‬بالفعل‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬في‭ ‬تكسير‭ ‬جدار‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُحيط‭ ‬بالنظام‭ ‬الحاكم‭ ‬ويحميه،‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬إنجاز‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تكسير‭ ‬وتدمير‭ ‬“جدار‭ ‬برلين”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفصل‭ ‬وقتها‭ ‬بين‭ ‬الألمانيتين‭ ‬الغربية‭ ‬والشرقية،‭ ‬فأصبح‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬وأبرز‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؛‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬البداية‭ ‬ونقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬لتكوين‭ ‬وتأسيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وانتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وانهيار‭ ‬حكم‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬الشيوعية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭.‬