ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة قطر (1)

| د. طارق آل شيخان الشمري

التحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين،‭ ‬وبقية‭ ‬العملاء‭ ‬الذين‭ ‬تستروا‭ ‬بمؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬كان‭ ‬مكونا‭ ‬من‭ ‬مشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬وأحفاد‭ ‬العثمانيين‭ ‬المحتلين‭ ‬المقبورين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬شعوبيي‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية‭. ‬أما‭ ‬ما‭ ‬دخل‭ ‬قطر‭ ‬الخليجية‭ ‬العربية‭ ‬بهذا‭ ‬التحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬المناهض‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬مسلم،‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬أو‭ ‬تاريخ‭ ‬أو‭ ‬ثقافة‭ ‬أو‭ ‬حضارة‭ ‬أو‭ ‬وحدة‭ ‬وتوحد،‭ ‬فالأمر‭ ‬فعلا‭ ‬غريب‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيله‭ ‬أبدا،‭ ‬كونها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬بالتاريخ‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر،‭ ‬التي‭ ‬تلجأ‭ ‬فيها‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬للاستعانة‭ ‬بثقافة‭ ‬وتاريخ‭ ‬مخطط‭ ‬شعوبي‭ ‬تستخدمه‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬كسيف‭ ‬لتقطيع‭ ‬أوصالها‭ ‬وتسهيل‭ ‬مهمة‭ ‬احتلال‭ ‬العثمانيين‭ ‬والصفويين‭ ‬أراضي‭ ‬وسيادة‭ ‬ومجتمع‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬المساس‭ ‬بالأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬كالسعودية‭ ‬ومصر‭ ‬وسوريا‭.‬

وتبدأ‭ ‬القصة‭ ‬سنة‭ ‬96‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬محاولة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬حاكم‭ ‬قطر‭ ‬السابق‭ ‬استعادة‭ ‬نظامه‭ ‬من‭ ‬ابنه‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انقلب‭ ‬عليه‭ ‬عام‭ ‬95‭. ‬وبعد‭ ‬فشل‭ ‬المحاولة،‭ ‬اتهم‭ ‬نظام‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬المجاورة،‭ ‬بمساعدة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬محاولته‭ ‬استرجاع‭ ‬حكمه‭. ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬أقسم‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬بـ‭ (‬نظام‭ ‬الحمدين‭) ‬على‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬ريال‭ ‬في‭ ‬خزينة‭ ‬قطر،‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين،‭ ‬ولاحقا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬عارضت‭ ‬سياسة‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬نظام‭ ‬الحمدين،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مساعدة‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬وكل‭ ‬جهة‭ ‬وكل‭ ‬تنظيم‭ ‬يعتقد‭ ‬نظام‭ ‬الحمدين‭ ‬أنه‭ ‬سيقوم‭ ‬بتقطيع‭ ‬أمن‭ ‬وسيادة‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وأيضا‭ ‬تسهيل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الصفويون‭ ‬والعثمانيون‭ ‬لاحتلال‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭. ‬

وعلى‭ ‬أساس‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬بدأ‭ ‬“نظام‭ ‬الحمدين”‭ ‬سياسة‭ ‬جديدة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والقوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لهم‭ ‬خصوصا‭ ‬التنازلات‭ ‬المالية‭ ‬والسياسية‭ ‬لكي‭ ‬يرضوا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬“نظام‭ ‬الحمدين”‭ ‬بإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تطبيع‭ ‬خليجي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الست،‭ ‬وتم‭ ‬فيه‭ ‬كسر‭ ‬مفهوم‭ ‬المقاطعة‭ ‬الخليجية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وكانت‭ ‬الرسالة‭ ‬واضحة،‭ ‬إننا‭ ‬سنغرد‭ ‬خارج‭ ‬السرب،‭ ‬وسنعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحنا‭ ‬ولن‭ ‬نكترث‭ ‬أبدا‭ ‬للمصالح‭ ‬الخليجية،‭ ‬ومن‭ ‬الآن‭ ‬وصاعدا‭ ‬لن‭ ‬نسير‭ ‬خلف‭ ‬مفاهيم‭ ‬الوحدة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وسنتحالف‭ ‬مع‭ ‬الشيطان‭ ‬لكي‭ ‬تبقى‭ ‬قطر‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭ ‬وعلى‭ ‬حساب‭ ‬الخليجيين‭ ‬والعرب‭ ‬والمسلمين‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬