صور مختصرة

“مقترحات صجه ولجه وطبخة باجه”

| عبدالعزيز الجودر

بداية‭ ‬وددت‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬كلما‭ ‬عقدت‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬تأجيل‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬بداخله،‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬مجبرا‭ ‬على‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭.‬

فالراصد‭ ‬للمقترحات‭ ‬والرغبات‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬نواب‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي‭ ‬وتحديدا‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب‭ ‬الذي‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬المواطن،‭ ‬هاهو‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬بنفس‭ ‬الأداء‭ ‬والنمطية،‭ ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا‭ ‬لدى‭ ‬النخب‭ ‬المثقفة‭ ‬والمراقبين‭ ‬“يعني‭ ‬لا‭ ‬أحنه‭ ‬تبدلنه‭ ‬ولا‭ ‬الهوا‭ ‬تغير‭.. ‬تمرّك‭ ‬العادي‭... ‬هذي‭ ‬سيفوه‭ ‬وهذي‭ ‬خلاقينه”،‭ ‬وستنتهي‭ ‬أيام‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬ويأتي‭ ‬الذي‭ ‬بعده‭ ‬وهكذا،‭ ‬ولن‭ ‬يتحقق‭ ‬ما‭ ‬ينتظره‭ ‬المواطن‭.‬

هناك‭ ‬تراجع‭ ‬مرعب‭ ‬وهائل‭ ‬وخطير‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطن‭ ‬مباشرة‭ ‬والتي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الشعب‭ ‬وبشكل‭ ‬مدروس‭ ‬كي‭ ‬يصحح‭ ‬مسار‭ ‬الأداء‭ ‬البرلماني‭ ‬ويصبح‭ ‬مقنعا‭ ‬ومؤثرا‭.‬

نحن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬“فلان‭ ‬أو‭ ‬علان”‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬ولا‭ ‬تهمنا‭ ‬أسماؤهم‭ ‬ومن‭ ‬يكونون‭ ‬إطلاقا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬وتحترق‭ ‬قلوبنا‭ ‬وتتوتر‭ ‬أعصابنا‭ ‬لما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والدفع‭ ‬بتطوير‭ ‬أداء‭ ‬أعضائه‭ ‬والقفز‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬البرلماني‭ ‬الضعيف،‭ ‬ووقف‭ ‬سخط‭ ‬وتذمر‭ ‬الناس‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الدور‭ ‬التشريعي‭ ‬والرقابي‭.‬

حاليا‭ ‬بدأ‭ ‬موسم‭ ‬المقترحات‭ ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬المقترحات‭ ‬النيابية‭ ‬حين‭ ‬تعدها‭ ‬“وحزة‭ ‬الحزة‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬منها‭ ‬ولا‭ ‬نفّاخ‭ ‬الضو”،‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬أحدهم‭ ‬بمقترحات‭ ‬تتصدر‭ ‬صفحات‭ ‬الجرائد‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمجالس‭ ‬الأهلية،‭ ‬ويعلم‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬مسبقا‭ ‬أنها‭ ‬فارغة‭ ‬المضمون‭ ‬وللاستهلاك‭ ‬المحلي‭ ‬فقط‭ ‬وغير‭ ‬مدروسة‭ ‬“دبجة‭ ‬دبجة،‭ ‬وصجه‭ ‬ولجه،‭ ‬وطبخة‭ ‬باجه”،‭ ‬ولا‭ ‬يعدو‭ ‬المقترح‭ ‬تسجيل‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لدغدغة‭ ‬مشاعر‭ ‬بسطاء‭ ‬الناخبين‭ ‬تحديدا‭ ‬وكسب‭ ‬أفئدتهم‭ ‬وعقولهم،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الرحلة‭ ‬الأليمة‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬شيئا‭ ‬يذكر،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تنطلي‭ ‬تلك‭ ‬المقترحات‭ ‬على‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬المثقف‭ ‬الواعي‭ ‬المدرك‭ ‬لما‭ ‬يدور‭ ‬ويجري‭.‬

الفوز‭ ‬بالكرسي‭ ‬النيابي‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬نجاحا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته،‭ ‬بل‭ ‬النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬المشرف‭ ‬للذين‭ ‬يحققون‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬ويستميتون‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬جديدة‭ ‬للمواطن‭ ‬تنتشله‭ ‬من‭ ‬أوضاعه‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدم‭ ‬التملص‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتقاعس‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية‭ ‬البرلمانية‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬