فجر جديد

يا أبناء فلسطين (التقطوا حجارتكم)

| إبراهيم النهام

فلسطين‭ ‬بكل‭ ‬أوجاعها،‭ ‬ومجازرها،‭ ‬ومآسيها،‭ ‬واشلائها،‭ ‬توجز‭ ‬لنا‭ ‬ولأبنائنا‭ ‬حقيقة‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‭ ‬المتخاذل‭ ‬والضعيف‭ ‬والصامت،‭ ‬بمُقابل‭ ‬شعب‭ ‬عربي‭ ‬يعاني‭ ‬الظلم‭ ‬والقتل‭ ‬وسرقة‭ ‬الأرض‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.‬

فلسطين‭ ‬تصدح‭ ‬بيومياتها‭ ‬المُرة‭ ‬والعسيرة،‭ ‬بنفاق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وبهشاشة‭ ‬بيت‭ ‬الأمم،‭ ‬وبزور‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والحقوقية،‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬والدول‭ ‬الخمس‭ ‬الدائمة‭ ‬العضوية،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تصوت،‭ ‬ولا‭ ‬تتحرك،‭ ‬الا‭ ‬فيما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحها‭ ‬هي‭.‬

فلسطين،‭ ‬وشعب‭ ‬فلسطين،‭ ‬الذي‭ ‬يقتل‭ ‬ويشرد‭ ‬ويُسلب‭ ‬الحقوق‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬ما‭ ‬يكنى‭ ‬بـ‭(‬المجتمع‭ ‬المتحضر‭)‬،‭ ‬نرى‭ ‬يومياته‭ ‬الشنيعة‭ ‬اليوم،‭ ‬وكل‭ ‬يوم،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬عربي،‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وفي‭ ‬اليمن،‭ ‬وسوريا،‭ ‬وربما‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬قادمة‭.‬

هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬الفاضح،‭ ‬يصدح‭ -‬بالعلن‭- ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬خللاً‭ ‬فاضحاً‭ ‬تتشارك‭ ‬به‭ ‬الأنظمة‭ ‬والشعوب‭ ‬والمفكرين‭ ‬والساسة‭ ‬العرب‭ ‬فرداً‭ ‬فرداً،‭ ‬مكن‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬وفي‭ ‬الخارج‭ ‬لأن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬العربي،‭ ‬ومن‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ساحة ‬عبث،‭ ‬وفوضى،‭ ‬وهزل،‭ ‬يسرح‭ ‬بها‭ ‬ويمرح‭ ‬من‭ ‬يريد،‭ ‬وكأنها‭ ‬بلا‭ ‬رقيب،‭ ‬أو‭ ‬حسيب‭.‬

يقتلون‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬بصواريخ‭ ‬ورصاص‭ ‬الغدر،‭ ‬ويستبيحون‭ ‬الأعراض،‭ ‬وينهبون‭ ‬أراضي‭ ‬ليست‭ ‬لهم،‭ ‬ثم‭ ‬يتبجحون‭ ‬في‭ ‬دهاليز‭ ‬الاعلام‭ ‬والسياسة‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬اعادوها،‭ ‬واصمين‭ ‬المناضلين‭ ‬الشرفاء،‭ ‬بالقتلة‭ ‬والإرهابيين‭ ‬والمجرمين‭.‬

هذه‭ ‬القضية‭ ‬التاريخية،‭ ‬ستظل‭ ‬هي‭ ‬الخط‭ ‬الفاصل‭ ‬دوماً،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحقيقة‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬أكاذيب‭ ‬وترهات‭ ‬الاعلام‭ ‬والساسة‭ ‬والتصريحات‭ ‬الفضفاضة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تُعيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬شبراً‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أراضيه‭ ‬المسلوبة،‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية،‭ ‬وستظل‭.‬