زبدة القول

إلى متى يا عراق

| د. بثينة خليفة قاسم

لا‭ ‬يزال‭ ‬القتل‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الدم‭ ‬يسيل‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬بغداد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬العراقية،‭ ‬بغداد‭ ‬مدينة‭ ‬التاريخ‭ ‬والعلم‭ ‬والبطولات،‭ ‬مدينة‭ ‬العز‭ ‬والحضارة‭ ‬أصبحت‭ ‬مليئة‭ ‬بالسيارات‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬الجرحى‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭! ‬وكأن‭ ‬المحن‭ ‬والحروب‭ ‬قدر‭ ‬مكتوب‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬وكأن‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬العراقي‭ ‬يقول‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭ ‬العراقي‭: ‬أنا‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬الأرض‭ ‬ألبس‭ ‬خوذتي‭.. ‬ووصية‭ ‬الفقراء‭ ‬فوق‭ ‬نطاقي،‭ ‬قدري‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬تجيئني‭..‬‭ ‬مجنونة‭ ‬تسعى‭ ‬لشد‭ ‬وثاقي،‭ ‬فمن‭ ‬السيوف‭ ‬إلى‭ ‬الرصاص‭ ‬مدائني‭.. ‬ذابت‭ ‬من‭ ‬الإحراق‭ ‬والإغراق،‭ ‬هربت‭ ‬طيوري‭ ‬حين‭ ‬ضاع‭ ‬أمانها‭.. ‬فكأنني‭ ‬شجر‭ ‬بلا‭ ‬اوراق‭.‬

بحت‭ ‬حناجر‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬المكلوم‭ ‬من‭ ‬الهتاف‭ ‬“إيران‭ ‬بره‭ ‬بره‭.. ‬العراق‭ ‬حره‭ ‬حره”،‭ ‬والنتيجة‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬النتيجة‭ ‬‮٤٠٠‬‭ ‬قتيل‭ ‬وآلاف‭ ‬الجرحى،‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬يطلبون‭ ‬لقمتهم‭ ‬وكرامتهم‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬تناوب‭ ‬فيها‭ ‬لصوص‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬نهب‭ ‬ثروات‭ ‬العراق،‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يقتل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العراقيين؟‭ ‬هل‭ ‬تقتلهم‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية؟‭ ‬أم‭ ‬تقتلهم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة؟‭ ‬أم‭ ‬مليشيات‭ ‬وقناصون‭ ‬تابعون‭ ‬لإيران؟

إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬العراقي‭ ‬الحالي‭ ‬شيء‭ ‬يبشر‭ ‬بالخير،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬نفسه،‭ ‬فالشعب‭ ‬العراقي‭ ‬شيعة‭ ‬وسنة‭ ‬انخدع‭ ‬طويلا‭ ‬ولم‭ ‬يأته‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تمناه‭ ‬وسعى‭ ‬إليه‭ ‬ولكنه‭ ‬فقد‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فلا‭ ‬الحرية‭ ‬نالها‭ ‬ولا‭ ‬اللقمة‭ ‬وجدها،‭ ‬فثار‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الجميع‭.‬