أربع ساعات غير كافية وإرجاع الزمن السابق أفضل الحلول

| أحمد عمران

اقتراح‭ ‬تقليص‭ ‬دوام‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬الذي‭ ‬مرره‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب؛‭ ‬كان‭ ‬هدفه‭ ‬رفع‭ ‬الضغوط‭ ‬عن‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬تصنيف‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭.‬

وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬إن‭ ‬تطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بطول‭ ‬أو‭ ‬قصر‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بكيفية‭ ‬إدارة‭ ‬زمن‭ ‬التعلم‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬حصول‭ ‬جميع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬ذي‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬تتخلله‭ ‬المتعة‭ ‬والتشويق‭ ‬والتحفيز‭.‬

ولمعالجة‭ ‬الزمن‭ ‬المدرسي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتجنب‭ ‬طرح‭ ‬الاقتراحات‭ ‬المرتجلة‭ ‬بحجة‭ ‬تطبيق‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬لدول‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬متكاملة‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬الأطراف‭ ‬كافة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالمنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬مع‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬وضرورة‭ ‬مراعاة‭ ‬الاختلافات‭ ‬وأخذ‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬بيئتنا‭ ‬التعليمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتوفرة،‭ ‬لذلك‭ ‬إن‭ ‬إقرار‭ ‬أي‭ ‬تعديل‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬الوقت‭ ‬الدراسي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تسبقه‭ ‬مشورة‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الحقل‭ ‬التربوي‭ ‬ويكون‭ ‬المعلمون‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬لأنهم‭ ‬الحلقة‭ ‬الأقرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الأخذ‭ ‬بنفس‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬طبقتها‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬التعليم،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬تختلف‭ ‬طبيعته‭ ‬وظروفه‭ ‬وإمكانياته،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬جلياً‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬اليابان‭ ‬التي‭ ‬تستغرق‭ ‬فيها‭ ‬مدة‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬نحو‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتجربة‭ ‬الفنلندية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬بواقع‭ ‬‮٤‬‭ ‬ساعات،‭ ‬والبلدان‭ ‬يمتلكان‭ ‬مؤشرات‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الزمن‭ ‬المدرسي‭ ‬ليس‭ ‬معيارا‭ ‬أساسيا‭ ‬تقاس‭ ‬به‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬فلماذا‭ ‬توجهت‭ ‬أنظارنا‭ ‬إلى‭ ‬التجربة‭ ‬الفنلندية‭ ‬وأغفلنا‭ ‬التجربة‭ ‬اليابانية؟‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمقترح‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬فأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭ ‬بشكله‭ ‬الحالي‭ ‬لأن‭ ‬أربع‭ ‬ساعات‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬لكننا‭ ‬بحاجة‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الدوام‭ ‬المدرسي،‭ ‬ولربما‭ ‬إرجاعها‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭.‬