سوالف

ملصقات بمختلف اللغات تشوه جدران ومحلات سوق المنامة

| أسامة الماجد

من‭ ‬يدخل‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬يصاب‭ ‬بالغثيان‭ ‬من‭ ‬مناظر‭ ‬واجهات‭ ‬المحلات‭ ‬المشوهة‭ ‬وكذلك‭ ‬الجدران،‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬لوحات‭ ‬إعلانات‭ ‬بمختلف‭ ‬اللغات‭ ‬وملصقات‭ ‬ممزقة‭ ‬دون‭ ‬نظام‭ ‬تحجب‭ ‬الرؤية‭ ‬في‭ ‬الطرقات،‭ ‬وتشوه‭ ‬المعالم،‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬هذا‭ ‬الخليط‭ ‬من‭ ‬واجهات‭ ‬الدكاكين‭ ‬والبيوت‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬ليفعل‭ ‬أصحابها‭ ‬بأشكالها‭ ‬ما‭ ‬يشاؤون،‭ ‬ارتفاعات‭ ‬غير‭ ‬منتظمة،‭ ‬وألوان‭ ‬متنافرة،‭ ‬وقلة‭ ‬نظام،‭ ‬وعدم‭ ‬مبالاة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬والنظافة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬والداخل‭. ‬ألا‭ ‬يقود‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬انحطاط‭ ‬الرؤية‭ ‬والقرف‭ ‬من‭ ‬المشاهدة،‭ ‬فرسالة‭ ‬الفن‭ ‬والدعاية‭ ‬هي‭ ‬إشاعة‭ ‬الجمال‭ ‬والارتفاع‭ ‬بثقافة‭ ‬العين‭ ‬الإنسانية‭ ‬ووظائفها‭ ‬فوق‭ ‬مرتبة‭ ‬الرؤية‭ ‬العادية‭ ‬الجافة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حسا‭ ‬فنيا‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والتصميم‭ ‬والواجهات‭ ‬والألوان،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬نشاهده‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬وطرقاتها‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه،‭ ‬فالآسيويون‭ ‬شوهوا‭ ‬واجهات‭ ‬المحلات‭ ‬بملصقات‭ ‬وإعلانات‭ ‬“بايفيتر،‭ ‬مدرس،‭ ‬كهربائي،‭ ‬دلال،‭ ‬غرفة‭ ‬للإيجار،‭ ‬مربية‭... ‬إلخ”،‭ ‬إعلانات‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬طرقات‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القصة‭ ‬مختلفة‭ ‬تماما‭.‬

في‭ ‬أوروبا‭ ‬كما‭ ‬شاهدت،‭ ‬هناك‭ ‬احترام‭ ‬لنظافة‭ ‬المبنى‭ ‬والشارع،‭ ‬فالمباني‭ ‬والشوارع‭ ‬صور‭ ‬لأهلها‭ ‬وعنوان‭ ‬وعيهم‭ ‬وتذوقهم‭ ‬الفن‭ ‬والجمال،‭ ‬وحين‭ ‬يكون‭ ‬تذوق‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬غير‭ ‬مطلوب،‭ ‬فكيف‭ ‬يعي‭ ‬الفنون‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يتذوق‭ ‬وكيف‭ ‬يميز‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعي‭. ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العشوائية‭ ‬والفوضى‭ ‬قد‭ ‬تعطينا‭ ‬مفهوما‭ ‬منطقيا‭ ‬وما‭ ‬بقي‭ ‬نتخيله‭ ‬معه،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬حياتنا‭ ‬يعتريها‭ ‬نقص،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬مرده‭ ‬غياب‭ ‬عنصر‭ ‬حضاري‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬عنصر‭ ‬تعتمد‭ ‬عليه‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الرؤية،‭ ‬وصحة‭ ‬وسلامة‭ ‬التذوق،‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬هو‭ ‬الفن،‭ ‬فما‭ ‬نشاهده‭ ‬من‭ ‬ملصقات‭ ‬إعلانية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬شوارعنا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬فنا،‭ ‬بل‭ ‬لوحات‭ ‬صماء‭ ‬تؤذي‭ ‬العين‭ ‬وتفتقد‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬مواصفات‭ ‬اللوحة‭ ‬الإعلانية،‭ ‬وما‭ ‬بالنا‭ ‬بالجدران‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬بقع‭ ‬صفراء‭ ‬وسوداء‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬وسوق‭ ‬المنامة‭ ‬من‭ ‬الملصقات‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر‭.‬

أتصور‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬دراسة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأماكن‭ ‬والمواقع‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحل‭.‬