مشاهدات صادمة

| عباس العمران

المشهد‭ ‬الأول‭: ‬تجديد‭ ‬عقود‭ ‬عمل‭ ‬موظفين‭ ‬وافدين‭ ‬لثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬وصفها‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬بأنها‭ ‬“عادية”،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬طاقات‭ ‬خارقة‭ ‬ونادرة،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يتم‭ ‬رفض‭ ‬طلبات‭ ‬التوظيف‭ ‬للمواطنين‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شواغر‭. ‬متى‭ ‬ستتم‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬عقود‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوافدين‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدقيق‭ ‬ودراسة‭ ‬أكثر؟‭ ‬ومتى‭ ‬سنشهد‭ ‬حملة‭ ‬وطنية‭ ‬للتدقيق‭ ‬على‭ ‬مؤهلات‭ ‬جميع‭ ‬الوافدين‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬الحكومي‭ ‬وغربلتها‭ ‬جيداً‭ ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬ذات‭ ‬شُبهة‭ ‬وشك‭ ‬كبيرين‭ ‬في‭ ‬مصداقية‭ ‬المؤهل‭ ‬ولدي‭ ‬معرفة‭ ‬شخصية‭ ‬بهم‭.‬

المشهد‭ ‬الثاني‭: ‬توقفتُ‭ ‬طويلاً‭ ‬أمام‭ ‬ملاحظة‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬وافدين‭ ‬أجانب‭ ‬بعمر‭ ‬الستين‭ ‬وأكثر‭ ‬يشغلون‭ ‬مناصب‭ ‬مهمة،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬ودقيقة‭ ‬لإحلال‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬هذة‭ ‬الوظائف،‭ ‬بالمختصر‭ ‬سيستمر‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه،‭ ‬بينما‭ ‬الطاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬مازالت‭ ‬تنتظر‭ ‬الفرصة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬إلى‭ ‬متى‭.‬

المشهد‭ ‬الثالث‭: ‬المسؤول‭ ‬المتجاوز‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬تجاوزه‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بالمال‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬إدارياُ‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحالتين‭ ‬غير‭ ‬جدير‭ ‬بالانتماء‭ ‬لتراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬نقولها‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬ووضوح‭ ‬إن‭ ‬المسؤول‭ ‬المتجاوز‭ ‬غير‭ ‬جدير‭ ‬بثقة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أعمارهم‭ ‬وأدام‭ ‬عزهم،‭ ‬وهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬لا‭ ‬يمكنُ‭ ‬أن‭ ‬نقبله‭ ‬أو‭ ‬نسكت‭ ‬عنه‭ ‬أبداً‭. ‬المشهد‭ ‬الرابع‭: ‬موظف‭ ‬آسيوي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬منذُ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬بمؤهلات‭ ‬متواضعة،‭ ‬قام‭ ‬بتوظيف‭ ‬ابنتيهِ‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬وبمزايا‭ ‬وظيفية‭ ‬مميزة‭ ‬وذلك‭ ‬بعلم‭ ‬المسؤول‭ ‬وموافقته،‭ ‬يحصل‭ ‬هذا‭ ‬بينما‭ ‬أدراج‭ ‬الهيئة‭ ‬غارقة‭ ‬بمئات‭ ‬السير‭ ‬الذاتية‭ ‬للمواطنين‭... ‬لا‭ ‬تعليق‭ ‬أبداً‭.‬