البحرين ودول الآسيان

| د. عبدالقادر ورسمه

تفضل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وأصدر‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ (‬89‭) ‬لسنة‭ ‬2019‭ ‬بانضمام‭ ‬البحرين‭ ‬لمعاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ (‬دول‭ ‬رابطة‭ ‬الآسيان‭) ‬وبروتوكولاتها‭ ‬المعدلة‭ ‬حتى‭ ‬2010‭. ‬وانضمام‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬التجمع‭ ‬يشكل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬ويفتح‭ ‬المجال‭ ‬لتدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وزيادة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬وهي‭ ‬دول‭ ‬هامة‭ ‬وقوية‭ ‬ذات‭ ‬إمكانيات‭ ‬وموارد‭ ‬طبيعية‭ ‬كبيرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القوى‭ ‬البشرية‭ ‬الهائلة‭ ‬والمدربة‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

مؤسسو‭ ‬“الآسيان”‭ ‬هم‭ ‬تايلند،‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬الفلبين،‭ ‬ماليزيا،‭ ‬وسنغافورة‭. ‬وتوسعت‭ ‬عضوية‭ ‬المنظمة‭ ‬لتشمل‭ ‬بروناي،‭ ‬كمبوديا،‭ ‬لاوس،‭ ‬ميانمار‭ ‬وفيتنام‭. ‬ومن‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحاليين‭ ‬نجد‭ ‬الصين،‭ ‬اليابان،‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬استراليا،‭ ‬الهند،‭ ‬نيوزيلندا،‭ ‬روسيا،‭ ‬أميركا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوربي‭ (‬على‭ ‬وشك‭) ‬وغيرهم‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬يتضح‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬التجمع‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬أقوى‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اقتصاديا،‭ ‬عسكريا،‭ ‬اجتماعيا،‭ ‬سياسيا،‭ ‬ثقافيا‭ ‬واستراتيجيا‭.‬

ولدى‭ ‬رابطة‭ ‬“الآسيان”‭ ‬شعار‭ ‬عظيم‭ ‬هو‭ ‬“رؤية‭ ‬واحدة،‭ ‬هوية‭ ‬واحدة،‭ ‬مجتمع‭ ‬واحد”‭. ‬ويؤكد‭ ‬“آسيان”‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهدافه‭ ‬تسريع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتنمية‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬مشترك‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والتكافؤ،‭ ‬والمشاركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬قواعد‭ ‬مجتمع‭ ‬مزدهر‭ ‬يسوده‭ ‬السلام‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬للأعضاء‭ ‬وتقوية‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬روابط‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والبحث،‭ ‬ودعم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الزراعية‭ ‬والصناعية‭ ‬والتجارية،‭ ‬وتوطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭. ‬كما‭ ‬توضح‭ ‬الرابطة‭ ‬أنها‭ ‬تشتغل‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ووضع‭ ‬الآليات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتجنيب‭ ‬دول‭ ‬الرابطة‭ ‬أي‭ ‬نزاعات‭. ‬ومن‭ ‬الأهداف‭ ‬أيضا‭ ‬إقامة‭ ‬منطقة‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬بين‭ ‬الأعضاء‭ ‬والدول‭ ‬الجارة‭ ‬وغيرها،‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬إلغاء‭ ‬القيود‭ ‬الجمركية‭ ‬كافة‭.‬

والانضمام‭ ‬لمعاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬لدول‭ ‬الآسيان،‭ ‬سيتيح‭ ‬للبحرين‭ ‬فرصا‭ ‬أوسع‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭. ‬وهذا‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬واسعا‭ ‬لنظرة‭ ‬استراتيجية‭ ‬ثاقبة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬المملكة‭.‬