زبدة القول

زيارة جلالة الملك المفدى مصر الشقيقة

| د. بثينة خليفة قاسم

قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري‭ ‬قام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بزيارة‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬التقى‭ ‬خلالها‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬لبحث‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والقضايا‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬مصر‭ ‬والبحرين‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬لجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬هو‭ ‬كون‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬ثابتة‭ ‬تتكرر‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬مضت،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬ثبات‭ ‬ورسوخ‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬البحرينية‭ ‬وعدم‭ ‬تأثرها‭ ‬بأية‭ ‬تغييرات‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة،‭ ‬فقد‭ ‬استمرت‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬حتى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬دون‭ ‬انقطاع‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬عبارات‭ ‬الترحيب‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬أواصر‭ ‬المحبة‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬وعلاقات‭ ‬المودة‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬والشعب‭ ‬المصري‭ ‬والتقدير‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬تتكرر‭ ‬كلما‭ ‬زار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نشعر‭ ‬بصدق‭ ‬هذه‭ ‬العبارات،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬تعابير‭ ‬بروتوكولية‭ ‬تقال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬لكنها‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬حقيقي‭ ‬ملموس،‭ ‬وعندما‭ ‬يثني‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬العربي،‭ ‬فهو‭ ‬يعبر‭ ‬بصدق‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬معروف‭ ‬ولا‭ ‬يعبر‭ ‬من‭ ‬مجاملة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬لحظية‭.‬

وعندما‭ ‬يقول‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬شهدت‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬فجلالته‭ ‬لا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مجاملة‭ ‬برتوكولية‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬لكن‭ ‬جلالته‭ ‬يصف‭ ‬واقعا‭ ‬نراه‭ ‬جميعا‭ ‬بوضوح،‭ ‬فمصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬يجري‭ ‬بناؤها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬أكبر‭ ‬ضمان‭ ‬للأمن‭ ‬العربي‭.‬

العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬المصرية،‭ ‬والعلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬السعودية،‭ ‬ستبقى‭ ‬قوية‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬الحكمة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وما‭ ‬بقي‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬الذي‭ ‬يجسده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وآل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الضمان‭ ‬الأكيد‭ ‬لحماية‭ ‬أمننا‭ ‬وأمن‭ ‬العرب‭ ‬أجمعين‭.‬