فجر جديد

إلى مزبلة التاريخ

| إبراهيم النهام

إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الأخير‭ ‬عن‭ ‬إسقاط‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬المرتبطة‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬تسعى‭ ‬للأضرار‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني،‭ ‬يحمل‭ ‬4‭ ‬دلالات‭ ‬أوجزها‭ ‬بمتن‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬

إجمالي‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬والمتكررة،‭ ‬لإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬وخطف‭ ‬هويتها،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬العمائم‭ ‬لسدة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬العام‭ ‬1979‭ ‬تؤكد‭ ‬جزمًا‭ ‬بأنها‭ ‬ستستمر‭ ‬حتى‭ ‬زوال‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الثيوقراطي،‭ ‬أو‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭.‬

تطورات‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الجارف،‭ ‬والذي‭ ‬تقوده‭ ‬الشعوب‭ ‬اليمنية‭ ‬واللبنانية‭ ‬والعراقية‭ ‬المكلومة،‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬والتغلغل‭ ‬الإيراني،‭ ‬تؤكد‭ ‬للتاريخ‭ ‬مجددا‭ ‬فشل‭ ‬“الدولة‭ ‬الدينية”‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬المُظلمة،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يبيع‭ ‬القساوسة‭ ‬للناس‭ ‬صكوك‭ ‬الغفران،‭ ‬وبيوت‭ ‬وقطع‭ ‬أراضي‭ ‬بالجنة‭.‬

إفلاس‭ ‬الإعلام‭ ‬الإيراني،‭ ‬وفشله‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬أموال‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقتلها،‭ ‬واستباحتها،‭ ‬وهو‭ ‬فشل‭ ‬لم‭ ‬تفنده‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬المعادية‭ ‬كما‭ ‬يروج‭ ‬ساسة‭ ‬طهران،‭ ‬وإنما‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬الأمرين‭ ‬من‭ ‬بطش‭ ‬تدخلات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬ومرتزقة‭ ‬الحشد،‭ ‬والعصابات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الموالية‭ ‬للصنم‭ ‬الخامنئي‭.‬

انكشاف‭ ‬المحاولات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لبعثرة‭ ‬أوراق‭ ‬المشهد‭ ‬العربي‭ ‬الراهن،‭ ‬عبر‭ ‬محاولات‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬نوعية،‭ ‬تُستخدم‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬وابتزاز‭ ‬غبي،‭ ‬كان‭ ‬الساسة‭ ‬الإيرانيون‭ ‬يراهنون‭ ‬عليه‭ ‬كورقة‭ ‬مساومة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬عدة،‭ ‬إبان‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الزائل‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬العبثية،‭ ‬وهذا‭ ‬الفشل،‭ ‬تظل‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها،‭ ‬وأبنائها‭ ‬المخلصين،‭ ‬ويقظة‭ ‬أجهزتها‭ ‬الأمنية،‭ ‬عتية‭ ‬على‭ ‬محاولات‭ ‬الاختطاف‭ ‬وسرقة‭ ‬الهوية‭ ‬والبلع،‭ ‬من‭ ‬أعداء‭ ‬الخارج،‭ ‬وممن‭ ‬يستميتون‭ ‬لبيع‭ ‬وطنهم‭ ‬بثمن‭ ‬بخس،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينظروا‭ ‬ويتمعنوا‭ ‬لمن‭ ‬سبقوهم‭ ‬إلى‭ ‬مزابل‭ ‬التاريخ،‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭.‬