ومضة قلم

بحرنة الوظائف التعليمية

| محمد المحفوظ

ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬والمنشآت‭ ‬حق‭ ‬صرف‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬فإنّها‭ ‬تعد‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬نظرا‭ ‬لمن‭ ‬ينتظرون‭ ‬فرصهم‭ ‬للتوظيف،‭ ‬وهم‭ ‬يزدادون‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬آخر،‭ ‬ويبدو‭ ‬أمرا‭ ‬بالغ‭ ‬الغرابة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خيار‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬توظيف‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقبع‭ ‬فيه‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬دون‭ ‬توظيف‭ ‬ودون‭ ‬أدنى‭ ‬اهتمام‭.‬

وأمام‭ ‬تكدس‭ ‬الخريجين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ممن‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالمؤهلات‭ ‬والكفاءة،‭ ‬بات‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توظيفهم،‭ ‬لكن‭ ‬المؤسف‭ ‬أنها‭ ‬تتجاهلهم‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬منطقي،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الذريعة‭ ‬التي‭ ‬تعلنها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬احتوائهم‭ ‬“تفاوت‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل”‭ ‬فلا‭ ‬مفر‭ ‬أمام‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الإسراع‭ ‬بتوظيفهم،‭ ‬فالآلاف‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬بقوا‭ ‬بلا‭ ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يختلق‭ ‬الذرائع‭ ‬الواهية‭ ‬لرفضهم،‭ ‬والواقع‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسة‭ ‬إقصاء‭ ‬ونبذ‭ ‬البحريني‭ ‬لو‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬تشريعا‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬تلزمهم‭ ‬منح‭ ‬المواطن‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭. ‬

ربما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬البعض‭ ‬تساؤل‭ ‬مفاده‭ ‬أين‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬النيابيّ‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬تهم‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬ونعني‭ ‬الخريجين‭ ‬الجامعيين؟‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬ممدوح‭ ‬الصالح‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬عن‭ ‬تقديمه‭ ‬مقترحا‭ ‬بقانون‭ ‬لبحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬التعليمية‭ ‬نجزم‭ ‬أنه‭ ‬سيضع‭ ‬حلا‭ ‬لمأساة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الكفاءات،‭ ‬بيد‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬وحازمة‭ ‬لإقرار‭ ‬المقترح‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬مقترح‭ ‬عابر‭. ‬نتذكر‭ ‬أنّ‭ ‬المجلس‭ ‬النيابيّ‭ ‬اتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬ناجحة‭ ‬نحو‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬وأثمرت‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬أخرى‭ ‬بحيث‭ ‬تشمل‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬بأكمله،‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬للتوظيف‭ ‬للأطباء‭ ‬والفنيين‭ ‬والممرضين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬المؤهلات‭ ‬والخبرة‭ ‬اللازمة‭ ‬كشرط‭ ‬للتوظيف‭.‬

إنّ‭ ‬توظيف‭ ‬المواطن‭ ‬ليس‭ ‬منة‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬فالدستور‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬العمل‭ ‬واجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬وأنّ‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬واختيار‭ ‬نوعه،‭ ‬ومن‭ ‬واجب‭ ‬الدولة‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين‭.‬