سوالف

“سكن العزاب” يطفئ بريق فرجان العرب وأهل الديرة

| أسامة الماجد

بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬“فرجاننا”‭ ‬ترسم‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬طرقاتنا‭ ‬وتزرع‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬شفاهنا،‭ ‬تحولت‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬مسخ،‭ ‬فهي‭ ‬مطاردة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬“سكن‭ ‬العزاب‭ ‬الآسيويين”‭ ‬الذين‭ ‬أطفأوا‭ ‬بريق‭ ‬الفرجان‭ ‬“فرجان‭ ‬العرب‭ ‬وأهل‭ ‬الديرة”،‭ ‬ومزقوا‭ ‬عفتها‭ ‬ونقاوتها‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬جشع‭ ‬وطمع‭ ‬بعض‭ ‬ملاك‭ ‬البيوت‭ ‬الذين‭ ‬انعدمت‭ ‬فيهم‭ ‬النخوة‭ ‬وحق‭ ‬الجيرة‭ ‬وارتضوا‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬جيرانهم‭ ‬والتضحية‭ ‬بالعشرة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬المال،‭ ‬فالقضية‭ ‬ليست‭ ‬حرية‭ ‬شخصية‭ ‬والتصرف‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬لي‭ ‬ببيتي‭ ‬وعقاري،‭ ‬إنما‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬إفلاس‭ ‬أخلاقي‭ ‬وتعد‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الجيران‭ ‬بزرع‭ ‬نبتة‭ ‬غريبة‭ ‬شاذة‭ ‬وهي‭ ‬نبتة‭ ‬“العزاب”،‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬العزاب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البيوت،‭ ‬تجاوزات‭ ‬أخلاقية‭ ‬فاقت‭ ‬كل‭ ‬الحدود،‭ ‬ومناظر‭ ‬مخزية‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

لست‭ ‬أول‭ ‬ولا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬حقي‭ ‬كمواطن‭ ‬أنا‭ ‬وجيراني‭ ‬أن‭ ‬ندق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى،‭ ‬لعل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬تلتفت‭ ‬إلينا‭ ‬وتجد‭ ‬حلا‭ ‬جذريا‭ ‬لهذه‭ ‬“البلوة”‭ ‬وتلزم‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬بتأجيره‭ ‬على‭ ‬“عوائل‭ ‬حقيقية”‭ ‬وليس‭ ‬“نص‭ ‬ونص”‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل،‭ ‬فالبيت‭ ‬“اللي‭ ‬متأذين‭ ‬منه”‭ ‬مقسم‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أقسام،‭ ‬وكل‭ ‬قسم‭ ‬تتناثر‭ ‬فيه‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬الآسيويين‭ ‬العزاب،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬لاحظ‭ ‬الأهالي‭ ‬مشاهد‭ ‬ومواقف‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة،‭ ‬وحاولوا‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬الحلال‭ ‬وكذلك‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬القاطنين،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬وما‭ ‬دفعني‭ ‬للكتابة‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬تحدث‭ ‬الجيران‭ ‬معي‭ ‬وطلبهم‭ ‬الكتابة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬وعدم‭ ‬السكوت،‭ ‬وبدوري‭ ‬أنقل‭ ‬المشكلة‭ ‬إلى‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬بدائرتنا‭ ‬إيمان‭ ‬القلاف‭ ‬لمتابعة‭ ‬الأمر‭ ‬والمشكلة،‭ ‬وعدم‭ ‬تركها‭ ‬عائمة‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الأعضاء‭ ‬السابقون،‭ ‬كتنظيم‭ ‬حملة‭ ‬تفتيش‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه‭.‬

لا‭ ‬نريد‭ ‬صمتا‭ ‬بل‭ ‬تحركا‭ ‬فعليا‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬ينام‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬الجديد‭ ‬مطمئن‭ ‬البال‭ ‬وأهالي‭ ‬فريجه‭ ‬القديم‭ ‬يعيشون‭ ‬المعاناة‭ ‬اليومية‭.‬