اتفاق الرياض والطريق لرأب البيت اليمني

| بدور عدنان

تم‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭ ‬والمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استفحل‭ ‬الخلاف‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تشتيت‭ ‬جهود‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬حرباً‭ ‬ضروسا‭ ‬ضد‭ ‬الحوثي‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬إيران‭. ‬

اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬يغلق‭ ‬فصلاً‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التشتت‭ ‬والتخبط‭ ‬بين‭ ‬الحلفاء،‭ ‬والتي‭ ‬استطاع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أصحاب‭ ‬الفتن‭ ‬بث‭ ‬سموم‭ ‬القبلية‭ ‬واللعب‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬انفصال‭ ‬الجنوب‭ ‬عن‭ ‬الشمال،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعوا‭ ‬إذكاء‭ ‬نار‭ ‬الفتنة‭ ‬حتى‭ ‬يختلف‭ ‬الحلفاء‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬ويرفعوا‭ ‬السلاح‭ ‬ضد‭ ‬بعضهم‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬العدو‭ ‬المشترك‭ ‬“الحوثي”‭.‬

المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وكعادتها‭ ‬دائماً‭ ‬وجهودها‭ ‬في‭ ‬رأب‭ ‬الصدع‭ ‬دعت‭ ‬أطراف‭ ‬الخلاف‭ ‬للجلوس‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬الحوار‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مطالب‭ ‬الجميع‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬نقاط‭ ‬التقاء‭ ‬تضمن‭ ‬ترتيب‭ ‬البيت‭ ‬اليمني‭ ‬الداخلي،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬يسيرا‭ ‬أبداً‭ ‬على‭ ‬الرياض‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬احتاج‭ ‬الأمر‭ ‬للجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬وعدم‭ ‬توقفها،‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬عائقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬للحوار،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬تحركات‭ ‬أصحاب‭ ‬الفتن‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬بل‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬تعقيداً،‭ ‬لكن‭ ‬كانت‭ ‬لحكمة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬اليد‭ ‬العليا،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬والكلمة‭ ‬الفاصلة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬الحلفاء‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬

الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬اليمامة‭ ‬يضمن‭ ‬إعادة‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬ونبذ‭ ‬كل‭ ‬تشرذم‭ ‬قبلي‭ ‬ومناطقي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬ضرورة‭ ‬انصهار‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬أمنية‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة‭ ‬دون‭ ‬تهميش‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬أو‭ ‬مكون‭ ‬يمني‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الرئيس‭ ‬اليمني‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬منصور‭ ‬هادي،‭ ‬ضامناً‭ ‬التمثيل‭ ‬العادل‭ ‬لجميع‭ ‬المحافظات‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الكفاءة‭ ‬والنزاهة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬مفردة‭ ‬التشاور‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.‬

يمثل‭ ‬الاتفاق‭ ‬اختباراً‭ ‬حقيقياً‭ ‬للطرفين‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬التزامهما‭ ‬بوحدة‭ ‬اليمن‭ ‬وتغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الفئوية‭ ‬والحزبية‭ ‬الذي‭ ‬نتمنى‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬توافقاً‭ ‬أكثر‭ ‬وسلاسة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنوده‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنه‭ ‬يتضمن‭ ‬أطراً‭ ‬زمنية‭ ‬تضمن‭ ‬إنفاذه‭.‬