لمحات

الامتحانات التحضيرية

| د.علي الصايغ

يعد‭ ‬ما‭ ‬توجهت‭ ‬إليه‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬إلزام‭ ‬لجميع‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬بإجراء‭ ‬امتحانات‭ ‬تحضيرية‭ ‬قبل‭ ‬امتحانات‭ ‬منتصف‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الأول،‭ ‬خطوة‭ ‬جيدة،‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الخطوات‭ ‬الهادفة‭ ‬السابقة‭ ‬مثل‭ ‬إلغاء‭ ‬الواجبات‭ ‬المدرسية،‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬إيجابية،‭ ‬فإنَّ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬له‭ ‬فوائد‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬الطلبة‭ - ‬دون‭ ‬أية‭ ‬ضغوط‭ - ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬الضعف‭ ‬والقوة‭ ‬لديهم‭ ‬قبل‭ ‬خوض‭ ‬الامتحان‭ ‬الأساسي،‭ ‬وإسهام‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تركيزهم‭ ‬على‭ ‬الدروس‭ ‬أو‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬تحضير‭ ‬أو‭ ‬دراسة‭ ‬أكثر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬معرفة‭ ‬مستويات‭ ‬الطلبة‭ ‬وتحسين‭ ‬نتائج‭ ‬امتحانات‭ ‬المنتصف‭ ‬الأساسية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الطلبة‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬رهبة‭ ‬تقديم‭ ‬الامتحانات،‭ ‬وقد‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬امتحاناتهم؛‭ ‬إذ‭ ‬يأتون‭ ‬بنتائج‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬استعدادهم‭ ‬ومعرفتهم‭ ‬بالمادة‭ ‬أو‭ ‬الدروس‭ ‬موضع‭ ‬الامتحان،‭ ‬والامتحان‭ ‬التحضيري‭ ‬قد‭ ‬يقلل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية،‭ ‬ويسمح‭ ‬باطمئنان‭ ‬وثقة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطلبة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬النجاح‭ ‬والتفوق،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬هذه‭ ‬الامتحانات‭ ‬المبتكرة‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭.‬

ورغم‭ ‬بعض‭ ‬الردود‭ ‬التفاعلية‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قرار‭ ‬سيجني‭ ‬ثماره‭ ‬الطلبة‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬وسيتقدم‭ ‬بمستوياتهم،‭ ‬ويعتبر‭ ‬قراراً‭ ‬موفقاً‭ ‬جداً‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جملة‭ ‬القرارات‭ ‬التعليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬آنفاً‭.‬

ومن‭ ‬الجيد‭ ‬أنه‭ ‬يشمل‭ ‬ثلاث‭ ‬مواد‭ ‬أساسية‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والرياضيات،‭ ‬وهي‭ ‬مواد‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬مثلاً،‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬لإعادة‭ ‬تدريسه‭ ‬إياها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تهيئته‭ ‬لدخول‭ ‬الجامعة‭ ‬ودراسة‭ ‬موادها‭ ‬التخصصية،‭ ‬وذلك‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬اجتاز‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬بنسبة‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬مادتي‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والرياضيات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬كما‭ ‬سيفي‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بإعداد‭ ‬الطلبة‭ ‬لمتطلب‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل،‭ ‬وهو‭ ‬المتطلب‭ ‬الذي‭ ‬تشترطه‭ ‬معظم‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬مبرر‭ ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الواعي‭ ‬للمعطيات‭ ‬والمتطلبات‭ ‬التعليمية‭ ‬الراهنة‭!.‬