صور مختصرة

قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬شاهدنا‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفيديوهات‭ ‬والتسجيلات‭ ‬الصوتية‭ ‬والصور‭ ‬التي‭ ‬تدمي‭ ‬القلب‭ ‬والقلم،‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬ضدهم‭ ‬وإزالة‭ ‬فرشاتهم‭ ‬وثلاجات‭ ‬أسماكهم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنتوجات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬ببيعها‭. ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬جار‭ ‬عليهم‭ ‬الزمن‭ ‬وطحنتهم‭ ‬الظروف‭ ‬ليس‭ ‬بمقدورهم‭ ‬تأجير‭ ‬محلات‭ ‬أسعارها‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬إضافة‭ ‬لدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتحملها‭ ‬حتى‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬يزاولون‭ ‬أنشطتهم‭ ‬التجارية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬أغلقوا‭ ‬محلاتهم‭ ‬وغادروا‭ ‬والديون‭ ‬تلاحقهم‭ ‬أينما‭ ‬كانوا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬رسوم‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬“وشليطة‭ ‬طويلة‭ ‬عريضة‭ ‬وكلها‭ ‬تعال‭ ‬أدفع‭ ‬فلوس‭... ‬وما‭ ‬يتم‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬إلا‭ ‬وياخذ‭ ‬شلفوحة‭ ‬من‭ ‬جيبهم”،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬نسب‭ ‬الربحية‭ ‬التي‭ ‬يحصلون‭ ‬عليها‭ ‬متواضعة،‭ ‬فما‭ ‬بالكم‭ ‬بأوضاع‭ ‬أولئك‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬البحرينيين‭ ‬الجائلين‭ ‬حال‭ ‬استأجروا‭ ‬دكاكين‭ ‬خاصة‭ ‬بهم،‭ ‬حتما‭ ‬سينطبق‭ ‬عليهم‭ ‬المثل‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬“شيل‭ ‬من‭ ‬أبعره‭ ‬وحط‭ ‬فوق‭ ‬أظهره‭... ‬يعني‭ ‬مثل‭ ‬لمصبغ‭ ‬البيض‭ ‬يشتريها‭ ‬بأربع‭ ‬آنات‭ ‬ويصبغها‭ ‬ويرّد‭ ‬يبيعها‭ ‬بثلاث‭ ‬آنات”‭.‬

نحن‭ ‬مع‭ ‬قوانين‭ ‬ولوائح‭ ‬واشتراطات‭ ‬وتنظيم‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬لذلك‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬الوزراء‭ ‬المعنيين‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬تسهيل‭ ‬أمور‭ ‬هؤلاء‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ظروفهم‭ ‬ودراسة‭ ‬أحوالهم‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إصدار‭ ‬تصاريح‭ ‬خاصة‭ ‬لمن‭ ‬يستحق‭ ‬منهم‭ ‬لمزاولة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المهن،‭ ‬كي‭ ‬يعيلوا‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهم‭ ‬ويعيشوا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمدوا‭ ‬يدهم‭ ‬للغير،‭ ‬فهذه‭ ‬الفئة‭ ‬الصغيرة‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬ولا‭ ‬تنافس‭ ‬الغير،‭ ‬ولا‭ ‬تدمر‭ ‬البيئة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬أماكنهم‭ ‬تجدها‭ ‬دائما‭ ‬نظيفة‭ ‬“مغسولة‭ ‬وتلمع”‭ ‬والجيران‭ ‬وأهالي‭ ‬الفرجان‭ ‬لا‭ ‬يتضايقون‭ ‬من‭ ‬وجودهم‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬مرحب‭ ‬بهم‭.‬

وإن‭ ‬كان‭ ‬ولابد،‭ ‬فخصصوا‭ ‬لهم‭ ‬أماكن‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬لكي‭ ‬يمارسوا‭ ‬أعمالهم‭ ‬هذه‭ ‬بكل‭ ‬أريحية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬مضايقة‭ ‬البلدية‭ ‬اليومية،‭ ‬وقطع‭ ‬الأعناق‭ ‬ولا‭ ‬قطع‭ ‬الأرزاق”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬