زبدة القول

شكرا للنواب وشكرا للوزير

| د. بثينة خليفة قاسم

من‭ ‬الجيد‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬بالتعليم،‭ ‬فالتعليم‭ ‬أساس‭ ‬تقدم‭ ‬الدول،‭ ‬لأن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يصنع‭ ‬المدرس‭ ‬والطبيب‭ ‬والمهندس‭ ‬ورجل‭ ‬الإعلام‭ ‬ورجل‭ ‬السياسة‭ ‬والضابط‭ ‬وكل‭ ‬المهن،‭ ‬وعلى‭ ‬أكتاف‭ ‬هؤلاء‭ ‬جميعا‭ ‬تقوم‭ ‬الدول‭ ‬وترتقي،‭ ‬ولو‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬صاحبة‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لوجدنا‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الريادة‭. ‬

وليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يستغرق‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬لمناقشة‭ ‬ملف‭ ‬التعليم‭ ‬والإدلاء‭ ‬بدلوهم‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم‭ ‬ومعرفة‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬وحث‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬معالجتها،‭ ‬ولكن‭ ‬الشيء‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬الموضوعية‭ ‬والخوف‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أثناء‭ ‬عرض‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬بناء‭ ‬ويكون‭ ‬الأساس‭ ‬التقويم‭ ‬الصحيح‭ ‬للسياسات‭ ‬التعليمية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المزايدة‭ ‬واستعراض‭ ‬العضلات‭ ‬دون‭ ‬فهم‭ ‬كامل‭ ‬لوضع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإحباط‭ ‬ولا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬علمي‭ ‬عادل‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭. ‬

خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الساخنة‭ ‬التي‭ ‬خصصها‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لتناول‭ ‬ملف‭ ‬التعليم‭ ‬صال‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬وجالوا‭ ‬ووجهوا‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬والانتقادات‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬وزيادة‭ ‬لتقييم‭ ‬ملف‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ورغم‭ ‬سيل‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الأمور،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كان‭ ‬كعادته‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬توضيح‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬بحجج‭ ‬قوية‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التشكيك،‭ ‬حيث‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يقنعنا‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بخير‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬خوف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬أبنائنا‭.‬

وقد‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬القضايا‭ ‬إثارة‭ ‬للتشكيك‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬للمعلمين‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬وقد‭ ‬رد‭ ‬عليها‭ ‬الوزير‭ ‬بشكل‭ ‬محدد‭ ‬وواضح،‭ ‬وليس‭ ‬بكلام‭ ‬مرسل‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬هي‭ ‬خطة‭ ‬دولة‭ ‬وأن‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬وأن‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬التقاعد‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬نصاب‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬الحصص‭ ‬الدراسية‭ ‬لم‭ ‬يزد‭ ‬على‭ ‬مثيله‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬

القول‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬التاسعة‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬واحدة‭ ‬تفصل‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬فنلندا‭ ‬التي‭ ‬احتلت‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭. ‬وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬بالذات‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نبتعد‭ ‬عن‭ ‬المزايدة‭ ‬وتصفية‭ ‬الحسابات‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بالذات‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬سوى‭ ‬الموضوعية‭ ‬والتحدث‭ ‬بشكل‭ ‬علمي‭ ‬بحت‭ ‬لأن‭ ‬مستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭. ‬

فشكرا‭ ‬للنواب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحمية‭ ‬الوطنية‭ ‬وهذا‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وشكرا‭ ‬للسيد‭ ‬الوزير‭ ‬المحترم‭ ‬على‭ ‬توضيح‭ ‬الحقائق‭.‬

 

‭- ‬تعظيم‭ ‬سلام‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬مهرجان‭ ‬“البحرين‭ ‬أولا”‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الوزير‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي،‭ ‬ووكلاء‭ ‬وإداريين‭ ‬وفنانين‭ ‬ورقصات‭ ‬استعراضية‭ ‬أوجزت‭ ‬تاريخ‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭ ‬الأولى‭. ‬تعظيم‭ ‬سلام‭ ‬لمدارس‭ ‬البحرين‭ ‬المشاركة‭ ‬العامة‭ ‬منها‭ ‬والخاصة‭ ‬وبناتنا‭ ‬وأبنائنا‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬اللوحة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تقشعر‭ ‬لها‭ ‬الأبدان،‭ ‬من‭ ‬تجانس‭ ‬ومحبة‭ ‬فائقة‭ ‬تعكس‭ ‬حبا‭ ‬دفينا‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭. ‬تعظيم‭ ‬سلام‭ ‬لكل‭ ‬صوت‭ ‬هتف‭ ‬“عاش‭ ‬الملك‭.. ‬عاش‭ ‬بوسلمان‭.. ‬احنا‭ ‬جيلك‭ ‬يا‭ ‬بوسلمان”‭.‬