قهوة الصباح

المصالح والمسالخ

| سيد ضياء الموسوي

على‭ ‬عجل‭ ‬حزمت‭ ‬أمتعتي‭ ‬مسافرًا‭ ‬لمعرض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬محاولًا‭ ‬اصطياد‭ ‬كتب‭ ‬اقتصادية‭ ‬نقدية‭ ‬تنقيبية‭ ‬لفهم‭ ‬معادلة‭ ‬الاصطياد،‭ ‬ووحوش‭ ‬المال‭ ‬وهوامير‭ ‬المصارف‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬أسماك‭ ‬القرش‭ ‬المستثمرين‭. ‬واصطدت‭ ‬كتابين‭ ‬مازلت‭ ‬اقرأهما‭ ‬الأول‭ ‬عنوانه‭ (‬انهيار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ .‬‭.‬نهاية‭ ‬عصر‭ ‬الجشع‭ ‬لبول‭ ‬مايسون،‭ ‬والثاني‭ ‬بعنوان‭ (‬خرافة‭ ‬التنمية‭) ‬الاقتصادات‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للحياة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬21‭ ‬لأزوالدو‭ ‬دي‭ ‬ريفيرو‭. ‬مهمان‭ ‬ومخيفان‭ ‬كفيلم‭ ‬رعب‭. ‬قناعتي‭ ‬لا‭ ‬تنمية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كاذبة،‭ ‬الأغنياء‭ ‬يزدادون‭ ‬غنى‭ ‬والفقراء‭ ‬يزدادون‭ ‬فقرًا‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تطعم‭ ‬الناس‭ ‬سندويشات‭ ‬ثورية‭ ‬أو‭ ‬زعتر‭ ‬ديني‭ ‬أو‭ (‬دولمة‭) ‬مذهبي‭ ‬وبطونهم‭ ‬جائعة‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬المواعظ‭ ‬ستسقط‭ ‬أمام‭ ‬صرخة‭ ‬خبز‭. ‬الفرنسي‭ ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬الهندام‭ ‬ونوعية‭ ‬ربطة‭ ‬العنق‭ ‬ولون‭ ‬المعطف،‭ ‬يفكر‭ ‬الآن‭ ‬كيف‭ ‬يقلل‭ ‬حجم‭ ‬قوة‭ ‬سياط‭ ‬الضرائب‭ ‬التي‭ ‬يجلده‭ ‬بها‭ ‬نظام‭ ‬الضرائب‭ ‬الفرنسي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لويس‭ ‬السادس‭ ‬عشر،‭ ‬وكذلك‭ ‬الإيطالي‭ ‬الذي‭ ‬أنهكته‭ ‬مافيات‭ ‬المال‭ ‬والقروض،‭ ‬والبريطاني‭ ‬مع‭ ‬الضرائب‭ ‬وضبابية‭ ‬مستقبل‭ ‬فسخ‭ ‬الزواج‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي،‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬مالية‭ ‬حتى‭ ‬ألمانيا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حكة‭ ‬جلدية‭ ‬الآن‭. ‬ثورة‭ ‬الجياع‭ ‬ككرة‭ ‬الثلج‭ ‬ستبقى‭ ‬تتدحرج‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬العالمية‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬بجد‭ ‬كسنغافورة‭ ‬والنرويج‭ ‬والسويد‭ ‬والبقية‭ ‬بتنمية‭ ‬حقيقية،‭ ‬لا‭ ‬بأرقام‭ ‬وهمية‭ ‬لإيهام‭ ‬وكالات‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتمانية‭ ‬أو‭ ‬لإسكات‭ ‬الشارع‭. ‬العراقيون‭ ‬بين‭ ‬الإلحاد‭ ‬أو‭ ‬التطرف‭ ‬الديني؛‭ ‬لأنهم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬الإسلاميين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إدارة‭ ‬مزرعة‭ ‬دواجن،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬كبيرة‭ ‬كالعراق‭. ‬

في‭ ‬لبنان‭ ‬سقط‭ ‬خطاب‭ ‬الأحزاب‭ ‬مجتمعة؛‭ ‬لأنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬مهمشين‭ ‬ويجوعون،‭ ‬وأبناء‭ ‬الزعماء‭ ‬يبيعون‭ ‬الهواء‭ ‬الحزبي‭ ‬والفستق‭ ‬الطائفي‭ ‬والأعشاب‭ ‬المناطقية‭ ‬كدواء‭ ‬وعقاقير‭ ‬وبنج‭ ‬وحشيش‭ ‬ديني‭ ‬أو‭ ‬مورفين‭ ‬طائفي‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬مع‭ ‬صرخة‭ ‬جوعهم‭!! ‬فالنظام‭ ‬الطائفي‭ ‬يحول‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬قطعان‭ ‬وقطعة‭ ‬برسيم‭. ‬وثورة‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬هي‭ ‬ثورة‭ ‬على‭ ‬دكتاتورية‭ ‬المحاصصة‭ ‬والفساد‭ ‬لنظام‭ ‬وضع‭ ‬نفسه‭ ‬القاضي،‭ ‬وهيئة‭ ‬المحلفين‭ ‬والجلاد‭. ‬اللبنانيون‭ ‬والعراقيون‭ ‬أخرجوا‭ (‬الشريحة‭) ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬رؤوسهم‭ ‬وكسروها‭. ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬وتفرح‭ ‬وبطارياتهم‭ ‬ستعمل‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬الحداثة‭. ‬

سدنة‭ ‬المعابد‭ ‬والكهنة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينقدوا‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الشارع‭. ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬والكنيسة،‭ ‬وحتمية‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة،‭ ‬والدين‭ ‬هو‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬العبد‭ ‬وربه‭. ‬الشارع‭ ‬شبعان‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬والجوع‭ ‬والبكاء‭. ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬يغلي‭ ‬تحت‭ ‬بركان‭ ‬اقتصادي،‭ ‬وعلى‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬أن‭ ‬يفكك‭ ‬اقتصاده‭ ‬ويعيد‭ ‬تركيبه‭ ‬بعمليات‭ ‬اقتصادية‭ ‬جريئة‭ ‬وإلا‭ ‬ستكون‭ ‬كوارث‭. ‬لا‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬توصيات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬شركات‭ ‬الاستشارات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬فهي‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬قبض‭ ‬ثمن‭ ‬التوصيات‭ ‬الجاهزة‭ ‬المعلبة‭. ‬فلكل‭ ‬دولة‭ ‬تتعاقد‭ ‬معها‭ ‬تقوم‭ ‬بـ‭ (‬كوبي‭ ‬بيست‭) ‬فقط‭ ‬تغير‭ ‬الأسماء‭.‬

‭ ‬كلهم‭ ‬مستفيدون‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬القروض‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬دائنين‭ ‬أو‭ ‬رسوم‭ ‬البحوث‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬شركات‭ ‬استشارية‭. ‬ولو‭ ‬كانوا‭ ‬يمتلكون‭ ‬عبقرية‭ ‬التنظير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصحيح‭ ‬لما‭ ‬حدثت‭ ‬أزمة‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬2008‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬واليونان‭ ‬وأيرلندا‭ ‬أو‭ ‬آسيا‭. ‬كلهم‭ ‬يتاجرون‭ ‬ولهم‭ ‬ثمن‭ ‬في‭ ‬الخسارة‭ ‬وفي‭ ‬الربح‭. ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬انفجار‭ ‬الشارع‭. ‬يقرضون‭ ‬الدول‭ ‬ثم‭ ‬يضغطون‭ ‬عليها‭ ‬بتجويع‭ ‬الناس؛‭ ‬لذلك‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬ع‭ ‬يوصي‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ (‬نهج‭ ‬البلاغة‭) ‬دائما‭ ‬للاهتمام‭ ‬بما‭ ‬اسماها‭ ‬بالطبقة‭ ‬السفلى‭ ‬من‭ ‬فقراء‭ ‬ومحتاجين‭ ‬ومرضى‭ ‬ومن‭ ‬طبقة‭ ‬وسطى‭. ‬النمو‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬وفي‭ ‬أكبر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العملاقة،‭ ‬والتي‭ ‬مداخيلها‭ ‬بالتريليونات‭ ‬كأمريكا‭ ‬والصين،‭ ‬فكيف‭ ‬بدول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬كلبنان‭ ‬والعراق،‭ ‬فلا‭ ‬عجب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصرخات‭. ‬لا‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والمتحزبين‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬الخادعة‭ ‬المنومة،‭ ‬فلبنان‭ ‬والعراق‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ساحر‭ ‬مثل‭ ‬الرئيس‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬سنغافورة‭ ‬من‭ ‬مستنقع‭ ‬صراصير‭ ‬إلى‭ ‬جنة‭. ‬

نعم‭ ‬هناك‭ ‬نمو‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ولبنان‭ ‬وأغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬خبير‭ ‬اقتصادي‭ (‬النمو‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬نمو‭ ‬البطالة،‭ ‬ونمو‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬للناتج‭ ‬المحلي،‭ ‬ونمو‭ ‬الفوائد‭ ‬للدين‭ ‬العام،‭ ‬ونمو‭ ‬حسابات‭ ‬الفاسدين‭ ‬في‭ ‬البنوك،‭ ‬ونمو‭ ‬امتيازات‭ ‬المسؤولين،‭ ‬ونمو‭ ‬نسبة‭ ‬الفقر،‭ ‬ونمو‭ ‬احتقان‭ ‬المتقاعدين‭ ‬والموظفين‭ ‬والعاطلين،‭ ‬ونمو‭ ‬هجرة‭ ‬الشباب،‭ ‬ونمو‭ ‬فجوة‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والحكومة‭). ‬

الاقتصاد‭ ‬ينمو‭ ‬بالتنوع‭ ‬في‭ ‬القطاعات،‭ ‬وفي‭ ‬الإنتاج‭ ‬وزيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬وقلة‭ ‬الواردات‭ ‬في‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭. ‬ارفعوا‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬احتياط‭ ‬الذهب،‭ ‬فقيمة‭ ‬الدولار‭ ‬غدارة،‭ ‬وقد‭ ‬ينقلب‭ ‬الوضع،‭ ‬فحجم‭ ‬الدين‭ ‬الأمريكي‭ ‬فاق‭ ‬22‭ ‬تريليون‭. ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مأزق،‭ ‬فقد‭ ‬تجاوز‭ ‬الدين‭ ‬العالمي‭ ‬184‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬تعادل‭ ‬225‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وفقًا‭ ‬لأحدث‭ ‬بيانات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬2017‭. ‬إنما‭ ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬غرقًا‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬العام؟‭ ‬تحتل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الصدارة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المدينة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬دينها‭ ‬العام‭ ‬تجاوز‭ ‬22‭.‬51‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬تليها‭ ‬اليابان‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬عند‭ ‬12‭.‬03‭ ‬تريليونًا،‭ ‬ثم‭ ‬الصين‭ ‬9‭.‬54‭ ‬تريليونات،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬3‭.‬56‭ ‬تريليونات،‭ ‬وفرنسا‭ ‬3‭.‬00‭ ‬تريليونات‭. ‬هذه‭ ‬مشاريع‭ ‬أزمات‭ ‬اجتماعية،‭ ‬فعلينا‭ ‬الإسراع‭ ‬بإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬سريعة‭ ‬لاقتصاداتنا‭.‬

الصين‭ ‬تكدس‭ ‬الذهب‭ ‬الآن‭ ‬وأمريكا‭ ‬تمتلك‭ ‬أكثر‭ ‬احتياط‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬8133‭ ‬طنا،‭ ‬فوق‭ ‬الثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬طن‭. ‬فماذا‭ ‬فعلنا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي؟‭ ‬قللوا‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬والعجز‭ ‬بتقوية‭ ‬السوق‭ ‬والتجار‭ ‬والقوانين‭ ‬المشجعة‭ ‬للشباب‭ ‬والتجار‭ ‬الصغار‭ ‬وأصحاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬ليخرج‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬شلليته،‭ ‬وأدخلوا‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية،‭ ‬وغيروا‭ ‬الدماء،‭ ‬وضعوا‭ ‬خطة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الفساد،‭ ‬فهو‭ ‬خراب‭ ‬البلدان،‭ ‬فما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ولبنان‭ ‬هو‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الطاعون،‭ ‬فالمال‭ ‬العام‭ ‬مثل‭ ‬طائر‭ ‬ينتظر‭ ‬الصيد‭ ‬من‭ ‬الوزير‭ ‬الفاسد‭. ‬وقال‭ ‬مفكر‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ (‬هناك‭ ‬من‭ ‬يناضلون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يطالبون‭ ‬بتحسين‭ ‬شروط‭ ‬العبودية”‭. ‬إنها‭ ‬لعبة‭ ‬المصالح‭ ‬والمسالخ،‭ ‬فهل‭ ‬نحول‭ ‬المحارق‭ ‬إلى‭ ‬حدائق؟‭ ‬أم‭ ‬نحيل‭ ‬قناني‭ ‬العطور‭ ‬إلى‭ ‬رائحة‭ ‬قبور؟