رؤيا مغايرة

انتحار أمير المؤمنين!

| فاتن حمزة

لا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا‭ ‬استحضرت‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬قضية‭ ‬البغدادي‭ ‬الفيلم‭ ‬الهندي‭ ‬“تايغر‭ ‬زندا‭ ‬هيه”‭ ‬الذي‭ ‬يحكي‭ ‬عملية‭ ‬مشتركة‭ ‬للمخابرات‭ ‬الهندية‭ ‬والباكستانية‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬لتحرير‭ ‬رهائن‭ (‬هنديات‭ ‬وباكستانيات‭) ‬اختطفهم‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش،‭ ‬وكان‭ ‬مقتل‭ ‬البغدادي‭ ‬ضمن‭ ‬حوادث‭ ‬الفيلم‭.‬

ولعل‭ ‬قصة‭ ‬مقتله‭ ‬الجديدة‭ ‬جزء‭ ‬آخر‭ ‬لهذا‭ ‬الفيلم،‭ ‬وإلا‭ ‬من‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقتل‭ ‬صنيعته‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬أجنداته،‭ ‬فالبغدادي‭ ‬تماماً‭ ‬كابن‭ ‬لادن،‭ ‬عميلان‭ ‬للغرب،‭ ‬ولعلهما‭ ‬الآن‭ ‬يعيشان‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬ويضحكان‭ ‬بملء‭ ‬فيهما،‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬وحيد‭ ‬بينهما‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬البغدادي‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬أن‭ ‬يخلقوا‭ ‬له‭ ‬بحراً‭ ‬ليلقوا‭ ‬فيه‭ ‬جثته‭ ‬كما‭ ‬زعموا‭ ‬مع‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مقتله‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬لذا‭ ‬قالوا‭ ‬إنه‭ ‬فجر‭ ‬نفسه‭ ‬ومعه‭ ‬أهل‭ ‬بيته‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يطالبهم‭ ‬أحد‭ ‬بدليل‭. ‬ربما‭ ‬نكون‭ ‬مخطئين‭ ‬في‭ ‬استنتاجاتنا،‭ ‬لكن‭ ‬توقيت‭ ‬مقتله‭ ‬يضع‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذا‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تمر‭ ‬بظروف‭ ‬صعبة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بسبب‭ ‬تمرد‭ ‬العواصم‭ ‬التي‭ ‬تتباهى‭ ‬باحتلالها،‭ ‬لذا‭ ‬نرى‭ ‬العراق‭ ‬تدعي‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مكانه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬يبعد‭ ‬عنها‭ ‬آلاف‭ ‬الكيلومترات،‭ ‬بينما‭ ‬عجزت‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬التي‭ ‬شكلتها‭ ‬بعد‭ ‬الانتفاضة‭ ‬العراقية‭ ‬الأخيرة‭ ‬والمستمرة‭ ‬عن‭ ‬الكشف‭ ‬عمن‭ ‬كان‭ ‬يقنص‭ ‬المتظاهرين‭ ‬العراقيين‭ ‬من‭ ‬أسطح‭ ‬المباني‭. ‬وأمر‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬عودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قرر‭ ‬الكبار‭ ‬ذلك‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬في‭ ‬هرولة‭ ‬البعض‭ ‬إليها‭ ‬ودعمها‭ ‬والعمليات‭ ‬التركية‭ ‬وإنهاء‭ ‬دور‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ (‬قسد‭)‬،‭ ‬وأخيراً‭ ‬تمثيلية‭ ‬مقتل‭ ‬البغدادي‭ ‬الذي‭ ‬زعموا‭ ‬أنه‭ ‬انتحر‭ ‬بتفجير‭ ‬نفسه،‭ ‬فهل‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬وأمير‭ ‬جديد‭ ‬يلعب‭ ‬الدور‭ ‬المرسوم‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينضم‭ ‬إلى‭ ‬رفقيه‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬والبغدادي‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬منتجع‭ ‬راق‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بعيدة؟‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مقتله‭ ‬نهاية‭ ‬حقبة‭ ‬إرهاب‭ ‬داعش،‭ ‬فبعد‭ ‬قطع‭ ‬الرأس‭ ‬والهزائم‭ ‬المتكررة‭ ‬قد‭ ‬تنتهي‭ ‬هذه‭ ‬الحركة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الأكثر‭ ‬شراسة‭ ‬ودموية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالحركات‭ ‬الأخرى،‭ ‬إنما‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬نهاية‭ ‬الإرهاب‭ ‬فمازال‭ ‬هناك‭ ‬قتل‭ ‬وفتن‭ ‬ودماء‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لأهداف‭ ‬معينة‭ ‬وفرض‭ ‬للذات‭ ‬والتوغل‭ ‬أو‭ ‬إرهاب‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬مدسوسة‭ ‬عميلة‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بغير‭ ‬مصالحها،‭ ‬الأهم‭ ‬توحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬والقرارات‭ ‬وتقوية‭ ‬الإمكانيات‭ ‬كي‭ ‬نكون‭ ‬دائماً‭ ‬لها‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬زعزعة‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭ ‬بالمرصاد‭.‬