سوالف

أشجار “ميتة” منذ سنوات في الشوارع... أين المتابعة؟

| أسامة الماجد

يخيل‭ ‬إلي‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬أقسام‭ ‬الحدائق‭ ‬والمنتزهات‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬البلدية‭ ‬التابعة‭  ‬لوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الجهد‭ ‬والكفاءة،‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتشجير‭ ‬الشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬توجد‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬شارع‭ ‬بغداد‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬أشجار‭ ‬“ميتة”‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬ومهملة‭ ‬بدرجة‭ ‬لا‭ ‬توصف،‭ ‬فالمواطن‭ ‬لم‭ ‬يستفد‭ ‬منها‭ ‬كمشهد‭ ‬بصري‭ ‬جميل،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬وجودها‭ ‬أصبح‭ ‬بغير‭ ‬قيمة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬استبدالها‭ ‬بأشجار‭ ‬ونباتات‭ ‬مزهرة‭ ‬بدل‭ ‬منظرها‭ ‬الكئيب‭ ‬وذبولها‭ ‬وتمددها‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬الموت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭. ‬

إذا‭ ‬مفتاح‭ ‬الأزمة‭ ‬هو‭ ‬التقصير‭ ‬والكسل‭ ‬والجمود‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يزور‭ ‬الشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬عليه‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأشجار‭ ‬الميتة،‭ ‬وأنفاسها‭ ‬اللاهثة‭ ‬خلف‭ ‬قطرة‭ ‬ماء،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الأشجار‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬وتتكيف‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬البيئية‭ ‬الجافة‭ ‬والحارة،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬أمر‭ ‬تركها‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬عناية‭ ‬ومتابعة‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬تعرقل‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬أثناء‭ ‬هبوب‭ ‬الرياح‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭.‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬أرسل‭ ‬لي‭ ‬صديق‭ ‬صورة‭ ‬معلم‭ ‬شلال‭ ‬الماء‭ ‬بالمحرق‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان،‭ ‬وكأن‭ ‬الصيانة‭ ‬لم‭ ‬تمسه‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬وخطة‭ ‬عمل‭ ‬وتنسيق‭ ‬ورؤية‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم،‭ ‬فالحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬خصصت‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬لتجميل‭ ‬الشوارع‭ ‬ونظافتها‭ ‬وتشجيرها‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬الاهتمام‭ ‬فقط‭ ‬بالشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬“الهايوي”‭ ‬وإهمال‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬والطرقات‭ ‬الداخلية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحاصل‭ ‬الآن،‭ ‬فالرقعة‭ ‬الخضراء‭ ‬ليست‭ ‬معدومة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق،‭ ‬إنما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬ويكسر‭ ‬جمود‭ ‬الأبنية‭. ‬أشجار‭ ‬ماتت‭ ‬قبل‭ ‬أوانها‭ ‬بسبب‭ ‬الإهمال‭ ‬وتشققت‭ ‬شفاهها‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الظمأ‭ ‬ولبست‭ ‬الكفن‭ ‬وهي‭ ‬تبكي‭ ‬بكاء‭ ‬الثكلى‭ ‬التي‭ ‬جرحها‭ ‬الزمن‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭.‬

كل‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬هو‭ ‬متابعة‭ ‬مشاريع‭ ‬التشجير‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬وإزالة‭ ‬الأشجار‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬منها‭ ‬أية‭ ‬فائدة‭.‬