زبدة القول

مؤتمر بايدك ورسالة إلى العالم المتمدين

| د. بثينة خليفة قاسم

نجح‭ ‬مؤتمر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬“بايدك”‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬بالبحرين‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬الضمير‭ ‬والإنسانية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬نبيل‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وصول‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والدول‭ ‬المارقة‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬مثل‭ ‬إطلاق‭ ‬العفريت‭ ‬من‭ ‬الزجاجة‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إدخاله‭ ‬فيها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬تنعدم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ويستحيل‭ ‬أمر‭ ‬استعادتها‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬الإرهابيين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬والكل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬معرض‭ ‬لدفع‭ ‬ثمن‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بإخراج‭ ‬العفريت‭ ‬من‭ ‬الزجاجة،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬قابل‭ ‬للتغير‭ ‬وجماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬معك‭ ‬اليوم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬ضدك‭ ‬غدا‭. ‬وأوصى‭ ‬المؤتمر‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬المهمة،‭ ‬وعلى‭ ‬عاتق‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تريد‭ ‬بالفعل‭ ‬التصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬ومحاصرته‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات‭ ‬أولا‭: ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬نوعية‭ ‬الحروب‭ ‬وانحسار‭ ‬مخاطر‭ ‬الحرب‭ ‬البرية،‭ ‬فإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بنوعية‭ ‬الأسلحة‭ ‬يبقى‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬كاهتمام‭ ‬الدول‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬وواقع‭ ‬التهديدات‭ ‬الراهنة‭. ‬ثانيا‭: ‬أهمية‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬والتطور‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭. ‬ثالثا‭: ‬ضرورة‭ ‬إقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الضوابط‭ ‬بشأن‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وصول‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬إلى‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬لتهديد‭ ‬أمن‭ ‬الدول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الأغراض‭ ‬غير‭ ‬السلمية‭. ‬رابعا‭: ‬تفعيل‭ ‬آليات‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بطريقة‭ ‬آمنة‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لإجهاض‭ ‬مخططات‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬سبيلا‭ ‬لاستهداف‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوض‭ ‬حروب‭ ‬تقليدية‭. ‬هذه‭ ‬التوصيات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقي‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬الدائرة‭ ‬تجعل‭ ‬العالم‭ ‬مشلولا‭ ‬أمام‭ ‬القيام‭ ‬بتنفيذها؟‭!.‬