سوالف

يتعلمون من البحرين... ذات الجلال والهيبة

| أسامة الماجد

الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬وتحديد‭ ‬مسار‭ ‬ونشاط‭ ‬أبنائها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬كان،‭ ‬والدولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير‭ ‬دائما‭ ‬تكسب‭ ‬صداقة‭ ‬وثقة‭ ‬وتقدير‭ ‬الآخرين،‭ ‬إنها‭ ‬مسألة‭ ‬ورسالة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الحضاري‭ ‬المتقدم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وما‭ ‬يسترعي‭ ‬الانتباه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البحرين‭ ‬أيام‭ ‬“الدوار‭ ‬الملعون”‭ ‬بهندسة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬لتمزيق‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن‭ ‬وترابه،‭ ‬تصرخ‭ ‬اليوم‭ ‬بحنجرتها‭ ‬المنهوكة‭ ‬لعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬واحترام‭ ‬سيادتها،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬مشاتل‭ ‬الاستقرار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شعرت‭ ‬بالأرض‭ ‬الشائكة‭ ‬التي‭ ‬تمشي‭ ‬عليها‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬والفوضى،‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬تدوس‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الاحترام‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير‭ ‬وكانت‭ ‬غامضة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬والمواقف،‭ ‬نراها‭ ‬اليوم‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬تربة‭ ‬“الأمن”‭ ‬لتغرسها‭ ‬في‭ ‬أرضها‭ ‬وتطالب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭.‬

لقد‭ ‬عانت‭ ‬البحرين‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬ورفضت‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬وانتصرت‭ ‬بفضل‭ ‬حكمة‭ ‬قيادتها‭ ‬ويقظة‭ ‬مواطنيها‭ ‬على‭ ‬الأعداء،‭ ‬فمنذ‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬والبحرين‭ ‬تتعرض‭ ‬لحملة‭ ‬قاسية‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬في‭ ‬شؤونها،‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬أشبه‭ ‬بصورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬السيطرة‭ ‬والتوجيه،‭ ‬تدخلات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬مغزى‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬غير‭ ‬وهو‭ ‬تمزيق‭ ‬الوطن‭ ‬ونسف‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره،‭ ‬تدخلات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬ذات‭ ‬الجلال‭ ‬والهيبة‭ ‬تنتصر‭ ‬عليهم‭ ‬دائما‭ ‬وبعقيدة‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬الإصرار‭ ‬والقوة،‭ ‬وكل‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬استهدفتها‭ ‬فشلت‭ ‬وتركت‭ ‬تتكئ‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬الحسرة‭ ‬والخسارة‭. ‬

كان‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬القوي‭ ‬يؤكد‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬تمزيق‭ ‬الخريطة‭ ‬العربية‭ ‬ويقطع‭ ‬اللسان‭ ‬العربي‭ ‬ويعبث‭ ‬بمجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬محيطها‭ ‬إلى‭ ‬خليجها،‭ ‬و‭ ‬هاهي‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬اليوم‭ ‬استعادة‭ ‬وجهها‭ ‬الأصيل‭ ‬ترفض‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬وتعبئ‭ ‬جميع‭ ‬إمكانياتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وتتعلم‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬فسبحان‭ ‬مغير‭ ‬الأحوال‭.‬