ضابط جمارك.. إذن “ابتسم”!

| سعيد محمد

ربما‭ ‬تجد‭ ‬أمامك‭ ‬معاناة‭ ‬أو‭ ‬شكوى‭ ‬من‭ ‬تاجر‭ ‬أو‭ ‬مستثمر‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬عادي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمشكلة‭ ‬ما‭ ‬مع‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنافذ‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬إجراءات‭ ‬إنهاء‭ ‬المعاملات‭ ‬والمراجعات‭ ‬بالإدارة،‭ ‬والأمر‭ ‬هنا‭ ‬يصبح‭ ‬مستحقًا‭ ‬للشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬حين‭ ‬تجد‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالجمارك‭ ‬يضعون‭ ‬“الشكوى”‭ ‬موضع‭ ‬الاهتمام‭ ‬والمتابعة‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬الشأن‭ ‬لإنهائها‭ ‬وفق‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الميزة‭ ‬الأكبر‭ ‬هي‭ ‬الأفكار‭ ‬المبتكرة‭ ‬للكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك،‭ ‬وقد‭ ‬وصف‭ ‬رئيس‭ ‬الجمارك‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وبمناسبة‭ ‬حصول‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬الحكومية‭ ‬لمشروع‭ ‬حوكمة‭ ‬المعلومات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجمركية‭ ‬لتسهيل‭ ‬التجارة‭ (‬أفق‭)‬،‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬يتوج‭ ‬جهود‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية،‭ ‬بفريق‭ ‬وطني‭ ‬شاب‭ ‬يحب‭ ‬التحدي‭ ‬ويعشق‭ ‬الإنجاز‭. ‬

شخصيًا،‭ ‬تجربتي‭ ‬طويلة‭ - ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لي‭ ‬التعبير‭ - ‬مع‭ ‬شكاوى‭ ‬الناس‭ ‬وإيصالها‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬بشؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬منذ‭ ‬التسعينات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النشر‭ ‬الصحافي‭ ‬أو‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬تحظى‭ ‬الشكوى‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬ولعلني‭ ‬أشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬شكوى‭ ‬وردت‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬مزادات‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك،‭ ‬وواجهوا‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بدفع‭ ‬رسوم‭ ‬لإحدى‭ ‬الشركات‭ ‬نظير‭ ‬“أرضية”‭ ‬البضائع‭ ‬التي‭ ‬اشتروها،‭ ‬تمثل‭ ‬لهم‭ ‬عبئًا‭ ‬ماليًا،‭ ‬وحال‭ ‬إيصال‭ ‬الشكوى‭ ‬إلى‭ ‬الملازم‭ ‬أول‭ ‬علي‭ ‬البنعلي،‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لكي‭ ‬يستلم‭ ‬المواطنين‭ ‬بضائعهم‭ ‬التي‭ ‬اشتروها‭ ‬من‭ ‬المزاد‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬أية‭ ‬رسوم‭ ‬إضافية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬الارتياح‭ ‬في‭ ‬نفوسهم‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬وضمن‭ ‬التعامل‭ ‬اليومي‭ ‬مع‭ ‬المسافرين‭ ‬في‭ ‬المنافذ،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬وجسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬فإن‭ ‬المفتشين‭ ‬الجمركيين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬ورغم‭ ‬الجهد‭ ‬الكبير‭ ‬الذين‭ ‬يبذلونه‭ ‬في‭ ‬عملهم‭ ‬الدقيق‭ ‬والحساس‭ ‬والمضني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬المعاملة‭ ‬الراقي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬المهربين،‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬احترامهم‭ ‬وشكرهم،‭ ‬وربما‭ ‬شاهد‭ ‬كثيرون‭ ‬حلقة‭ ‬“عمر‭ ‬ضابط‭ ‬جمارك”‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬“عمر‭ ‬يجرب”‭ ‬لمنشئ‭ ‬المحتوى‭ ‬المبدع‭ ‬عمر‭ ‬فاروق،‭ ‬التي‭ ‬قدم‭ ‬فيها‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬لمهام‭ ‬الجمارك‭ ‬ومسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬البلد،‭ ‬فالجمارك‭ ‬جهاز‭ ‬“تنفيذي”‭ ‬ينفذ‭ ‬قرارات‭ ‬وأنظمة‭ ‬نحو‭ ‬44‭ ‬جهة‭ ‬رسمية،‭ ‬وتقع‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬يوميًا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و11‭ ‬ألف‭ ‬حقيبة،‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تفتيشها‭ ‬بدقة‭ ‬ووفق‭ ‬قيم‭ ‬الأمانة‭ ‬والنزاهة‭ ‬والشفافة‭ ‬والمساءلة‭ ‬والاحترافية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬ضابط‭ ‬الجمارك‭ ‬مبتسمًا‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الجميع،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬أساليب‭ ‬التهريب‭ ‬وضبط‭ ‬الممنوعات‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬للخطر،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬جسيمة‭ ‬دون‭ ‬شك‭.‬

أمام‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬حسب‭ ‬علمي‭ ‬مسار‭ ‬تطوير‭ ‬متجدد‭ ‬لتطبيق‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬2017‭ - ‬2020،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬“أفق”،‭ ‬بجهود‭ ‬أبناء‭ ‬البلد،‭ ‬لذلك،‭ ‬يستحقون‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والدعوات‭ ‬بالتوفيق‭.‬