إستراتيجية “خليفة بن سلمان” لمستقبل الخدمات الإسكانية

| عادل عيسى المرزوق

يولي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬وبرامج‭ ‬تعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتوسعة‭ ‬المشاريع‭ ‬الخدمية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬يوليها‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬المستمرة‭ ‬لمتابعة‭ ‬متطلبات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق،‭ ‬وكذلك‭ ‬متابعة‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الجاري‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وإستراتيجية‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬تتمحور‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬محاور‭ ‬التنمية‭ ‬وركائزها‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬متابعة‭ ‬المشاريع‭ ‬قيد‭ ‬التنفيذ،‭ ‬اهتم‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬بزيارة‭ ‬المواقع‭ ‬ميدانيًا‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر،‭ ‬ويحرص‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬الاستماع‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬العامر،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المتابعة،‭ ‬بل‭ ‬لدى‭ ‬سموه‭ ‬رؤية‭ ‬بتسخير‭ ‬إمكانيات‭ ‬الدولة‭ ‬لإيجاد‭ ‬المواقع‭ ‬المناسبة‭ ‬للمشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬الجديدة؛‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستجابة‭ ‬السريعة‭ ‬وتقليص‭ ‬مدة‭ ‬انتظار‭ ‬المواطنين‭ ‬المدرجين‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬ومناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬دائمًا‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أحقية‭ ‬أصحاب‭ ‬الطلبات‭ ‬القديمة‭ ‬والتسريع‭ ‬في‭ ‬استفادتهم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭.‬

وخلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضين،‭ ‬جاءت‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬لدراسة‭ ‬11‭ ‬مشروعًا‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الإسكانية‭ ‬والصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمرافق‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬ولعلنا‭ ‬نتحدث‭ ‬في‭ ‬هذ‭ ‬الإطار‭ ‬لنشير‭ ‬إلى‭ ‬رسالة‭ ‬سموه‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمدن‭ ‬والذي‭ ‬يصادف‭ ‬الحادي‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬والتي‭ ‬ضمنها‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬للتطوير‭ ‬الحضري‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬التنمية‭ ‬المستقبلية‭ ‬ومعدلات‭ ‬النمو‭ ‬السكاني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لتغطيات‭ ‬الطلبات‭ ‬المتزايدة‭ ‬على‭ ‬الخدمة‭ ‬الإسكانية،‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬بنودها‭ ‬دراسة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المستقبلية‭ ‬وإدراجها‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬كانت‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬توائم‭ ‬بين‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬بكل‭ ‬مرافقها‭ ‬ومنشآتها‭ ‬الخدمية،‭ ‬وإيجاد‭ ‬تصاميم‭ ‬حديثة‭ ‬للوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬تتمتع‭ ‬بسعة‭ ‬أكبر‭ ‬وهندسة‭ ‬ذكية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توافر‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬تكامل‭ ‬هذه‭ ‬الأجزاء‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬راحة‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬سكنها‭.‬

وفق‭ ‬هذه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬تتكامل‭ ‬جهود‭ ‬اللجنة‭ ‬الوزارية‭ ‬للإعمار‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬ووزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تسريع‭ ‬المشاريع‭ ‬القائمة‭ ‬حاليًا‭ ‬تحت‭ ‬التنفيذ‭ ‬وكذلك‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬جديدة‭ ‬تلبي‭ ‬رغبات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭.‬

كل‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬نوجزه‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬سموه‭ :‬”إن‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬للتنمية‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬جميع‭ ‬جهات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬وتهيئة‭ ‬واقع‭ ‬معيشي‭ ‬ملائم‭ ‬للعيش‭ ‬الكريم‭ ‬يوفر‭ ‬له‭ ‬الأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬للتطوير‭ ‬الحضري‭ ‬والعمراني‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وتوفير‭ ‬ركائز‭ ‬حياة‭ ‬معيشية‭ ‬أفضل‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة”‭.‬