فجر جديد

مُفسدون أم مُهرجون؟

| إبراهيم النهام

التقيت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬جمعًا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والناشطين‭ ‬السياسيين‭ ‬الكرام‭ ‬بمجلس‭ ‬الأخ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المهيزع‭ ‬بعراد،‭ ‬والذي‭ ‬غرق‭ ‬بزوار‭ ‬حرصوا‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬مناطق‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬وخارجها،‭ ‬بحديث‭ ‬متصل‭ ‬عن‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬وعن‭ ‬الهدر‭ ‬المالي‭ ‬والأعباء‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬بصفحاته‭ ‬الثمانمئة،‭ ‬كان‭ ‬كالقشة‭ ‬التي‭ ‬قصمت‭ ‬ظهر‭ ‬البعير،‭ ‬فالمواطن‭ ‬الذي‭ ‬تلاحقه‭ ‬الكاميرات‭ ‬المرورية‭ ‬بالشوارع،‭ ‬والمخالفات،‭ ‬وتترصد‭ ‬له‭ ‬الرسوم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب،‭ ‬يرى‭ ‬بالمقابل‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬هدرا‭ ‬واستنزافا‭ ‬مخيفا‭ ‬للمال‭ ‬العام،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬ممن‭ ‬يفترض‭ ‬بهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أمناء‭ ‬عليه،‭ ‬لكنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬كذلك‭.‬

هؤلاء‭ ‬السراق،‭ ‬والمفسديون،‭ ‬أضحوا‭ ‬اليوم‭ ‬كالمهرج‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يضحك‭ ‬المواطن،‭ ‬وإنما‭ ‬يضحك‭ ‬عليه،‭ ‬فهو‭ ‬يأخذ‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬له،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُحاسب،‭ ‬بخلاف‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬يلتزم‭ ‬ويُسدد‭ ‬ويصمت،‭ ‬ويرفض‭ ‬أن‭ ‬يُسيس‭ ‬الملف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬كان،‭ ‬لكنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬تتجه‭ ‬قسرا‭ ‬بمسار‭ ‬الإجحاف‭ ‬والتردد‭ ‬والتلكؤ‭ ‬غير‭ ‬المفهوم‭ ‬لمعاقبة‭ ‬المتجاوزين،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭.‬

تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬لأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬يظهر‭ ‬بشفافيته‭ ‬الكُبرى‭ ‬لنا‭ ‬وللعالم‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الزاهرة،‭ ‬للعبور‭ ‬بالوطن‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬آمن‭ ‬جديد،‭ ‬يكون‭ ‬البحريني‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الأولويات‭ ‬وأهمها،‭ ‬لكنها‭ ‬خطوة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُستكمل‭ ‬بإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬حازمة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬المحاسبة‭ (‬بالإنش‭) ‬لكل‭ ‬متجاوز،‭ ‬ثم‭ ‬مصارحة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬وإلى‭ ‬فجر‭ ‬جديد‭.‬