ياسمينيات

مستشفى خاص مهجور

| ياسمين خلف

توفي‭ ‬الشاب‭ ‬علي‭ ‬الرفاعي‭ ‬اثر‭ ‬نوبة‭ ‬قلبية‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬بربع‭ ‬ساعة‭ ‬وأمام‭ ‬غرفة‭ ‬المعاينة،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬أي‭ ‬استشاري‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬فيه‭ ‬طبيب‭ ‬طوارئ،‭ ‬سيقول‭ ‬قائل‭ ‬إنه‭ ‬يومه‭ ‬ولا‭ ‬راد‭ ‬لقضاء‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬لكن‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬الإسعاف‭ ‬المستعجل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬لقلبه‭ ‬النبض‭ ‬فمات‭!‬

مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬سمعنا‭ ‬وعوداً‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بفتح‭ ‬مركز‭ ‬كبير‭ ‬أو‭ ‬مستشفى‭ ‬يستوعب‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المحافظات‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الوعود‭ ‬حدث‭! ‬أمثال‭ ‬الرفاعي‭ ‬توفوا‭ ‬ربما‭ ‬لذات‭ ‬السبب،‭ ‬وقد‭ ‬يلحق‭ ‬بالرفاعي‭ ‬آخرون،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬أن‭ ‬نترحم‭ ‬على‭ ‬الموتى‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تُعجل‭ ‬منيتهم‭.‬

في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية،‭ ‬مستشفى‭ ‬خاص،‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬المرموقة‭ ‬وذات‭ ‬السمعة‭ ‬العالية‭ ‬والذي‭ ‬للأسف‭ ‬ومنذ‭ ‬فترة‭ ‬انطفأت‭ ‬أنواره‭ ‬وهُجر،‭ ‬لن‭ ‬نخوض‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬إغلاقه،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أن‭ ‬تشتري‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬مالكه‭ ‬وتستفيد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الطبي‭ ‬لصالح‭ ‬المواطنين،‭ ‬ولن‭ ‬تحتاج‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬بنائه،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬مكتمل‭ ‬البناء،‭ ‬وتمت‭ ‬توسعته‭ ‬قبل‭ ‬إغلاقه‭ ‬بمرافق‭ ‬وغرف‭ ‬إضافية،‭ ‬وهو‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬مزود‭ ‬بسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬ومجهز‭ ‬بأحدث‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية،‭ ‬ولن‭ ‬تحتاج‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشغيله،‭ ‬وتطعيمه‭ ‬بالكفاءات‭ ‬الطبية،‭ ‬والتمريضية‭ ‬والعلاجية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬مرفقاً‭ ‬طبياً‭ ‬وصحياً‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بشكل‭ ‬حكومي،‭ ‬يستفيد‭ ‬منه‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭.‬

هناك‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأطباء،‭ ‬والممرضين‭ ‬وأخصائيي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬العاطلين،‭ ‬وهناك‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬أن‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬فرصتهم‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬البطالة‭ ‬الذي‭ ‬يؤرقنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬ويمكن‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬الآلاف‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬ما‭ ‬سيقلل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬خدماته،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭ ‬توفير‭ ‬أجنحة‭ ‬خاصة‭ ‬لمرضى‭ ‬السكلر‭ ‬من‭ ‬الإناث،‭ ‬واللواتي‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬مركز‭ ‬خاص‭ ‬بهن‭ ‬أسوة‭ ‬بالمرضى‭ ‬الرجال‭. ‬

ياسمينة‭: ‬مبنى‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬مجهز‭ ‬كعيادات‭ ‬ومهجور،‭ ‬يمكن‭ ‬للوزارة‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭.‬