16 عشر عاما دون ترقية!

| بدور عدنان

لم‭ ‬أرد‭ ‬الكتابة‭ ‬حول‭ ‬كوارث‭ ‬ومرادم‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬محتواه‭ ‬فقط‭ ‬يتسبب‭ ‬لي‭ ‬بضيق‭ ‬التنفس‭ ‬وارتفاع‭ ‬في‭ ‬الضغط،‭ ‬لكنني‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬أبزر‭ ‬العناوين‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬صفحات‭ ‬الصحف‭ ‬وبرامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وكان‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬بي‭ ‬شخصياً‭ ‬المخالفة‭ ‬الواردة‭ ‬بخصوص‭ ‬الترقيات،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬موظفين‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬ترقيتهم‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬عاماً،‭ ‬16‭ ‬عاماً‭ ‬ليست‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬ونصف‭. ‬

للحظات‭ ‬وضعت‭ ‬نفسي‭ ‬مكان‭ ‬ذاك‭ ‬الموظف‭ ‬لأستوعب‭ ‬فقط‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬يفكر،‭ ‬لم‭ ‬لم‭ ‬يتظلم‭ ‬ويتكلم‭ ‬ويشتكي‭ ‬ويطالب‭ ‬بحقوقه،‭ ‬ولم‭ ‬أصل‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬حاول‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يظفر‭ ‬بأية‭ ‬نتيجة،‭ ‬فاضطر‭ ‬مجبراً‭ ‬لأن‭ ‬يعمل‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬لقمة‭ ‬العيش،‭ ‬فهو‭ ‬بالتأكيد‭ ‬كحال‭ ‬كل‭ ‬البحرينيين‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والالتزامات‭ ‬التي‭ ‬تجبره‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والرضوخ‭ ‬للظلم‭ ‬الواقع‭ ‬عليه‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬ذكر‭ ‬تقرير‭ ‬الديوان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخالفات‭ ‬حول‭ ‬موظفين‭ ‬ومستشارين‭ ‬مدللين،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يستلم‭ ‬ترقيات‭ ‬وحوافز‭ ‬سنوية‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يستلم‭ ‬ألوفا‭ ‬مؤلفة‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يستلم‭ ‬راتبا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ربوع‭ ‬أوروبا‭ ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭. ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬استيعاب‭ ‬المسؤول‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رابطا‭ ‬كبيرا‭ ‬وعلاقة‭ ‬طردية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إنتاج‭ ‬الموظف‭ ‬ومدى‭ ‬تقديره‭ ‬في‭ ‬دائرته،‭ ‬فمتى‭ ‬ما‭ ‬حس‭ ‬الموظف‭ ‬أن‭ ‬مسؤوله‭ ‬يستقصده‭ ‬ويضطهده‭ ‬لأسباب‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬يقل‭ ‬وينخفض‭ ‬مستوى‭ ‬أدائه،‭ ‬فلا‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬أي‭ ‬إبداع‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬لمؤسسته‭ ‬أي‭ ‬ولاء‭.‬

سلوك‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ينعكس‭ ‬بالسلب‭ ‬تجاه‭ ‬دائرته‭ ‬ثم‭ ‬مؤسسته‭ ‬وبالتالي‭ ‬وزارته‭ ‬والذي‭ ‬يقود‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بمردود‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬وطنه‭. ‬

في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬وقع‭ ‬التقدير‭ ‬والإشادة‭ ‬فقط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الترقية‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬تعلم‭ ‬ثقافة‭ ‬الشكر‭ ‬وإعطاء‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه،‭ ‬فبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المنصب،‭ ‬يتساوى‭ ‬الموظف‭ ‬والمدير‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الاثنين‭ ‬يعملان‭ ‬لخدمة‭ ‬المملكة‭.‬