القيمة المضافة في البحرين.. من البداية إلى الآن - 3 من 3

| أحمد السليمان

تشكّل‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزي‭ ‬للإيرادات‭ ‬ليتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬ملف‭ ‬الضرائب‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬المالية،‭ ‬وبدأ‭ ‬بتحصيل‭ ‬إيرادات‭ ‬الضرائب‭ ‬من‭ ‬المكلفين‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2019‭. ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬خطوة‭ ‬ذكية‭ ‬اتخذتها‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وذلك‭ ‬بتقسيم‭ ‬المكلفين‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬فئات‭ ‬حسب‭ ‬حجم‭ ‬المبيعات‭ ‬السنوية‭ ‬الخاضعة‭ ‬للضريبة،‭ ‬ولكل‭ ‬فئة‭ ‬تاريخ‭ ‬تكليف‭ ‬مختلف‭. ‬

الفئة‭ ‬الأول‭ ‬والتي‭ ‬تتعدى‭ ‬مبيعاتها‭ ‬السنوية‭ ‬مبلغ‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬ويبدأ‭ ‬التطبيق‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2019،‭ ‬حيث‭ ‬أدرجت‭ ‬عدة‭ ‬شركات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬وهي‭ ‬شركات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭. ‬الفئة‭ ‬الثانية‭ ‬والتي‭ ‬تتراوح‭ ‬مبيعاتها‭ ‬السنوية‭ ‬الخاضعة‭ ‬للضريبة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬ونصف‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وبدأ‭ ‬التطبيق‭ ‬عليها‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭. ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬الشريحة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المكلفين‭ ‬حتى‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬لتبدأ‭ ‬التطبيق‭.‬

‭ ‬ظهر‭ ‬تأثير‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬المكلفة‭ ‬وكذلك‭ ‬المستهلك‭ ‬النهائي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬التزمت‭ ‬بالقانون‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬وأصبحت‭ ‬تحصّل‭ ‬الضريبة‭ ‬من‭ ‬المستهلك‭ ‬وتوردها‭ ‬للجهاز،‭ ‬ولكن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬المكلفين‭ ‬تحمّلوا‭ ‬الضريبة‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العملاء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حجم‭ ‬المبيعات،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعدل‭ ‬نظم‭ ‬المعلومات‭ ‬الداخلية‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الضريبة‭. ‬

‭ ‬تراكمت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬مرورًا‭ ‬بالزيادة‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭ ‬الحكومية‭ ‬وحالة‭ ‬الهدوء‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وتردد‭ ‬أصحاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬جديدة،‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بتطبيق‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬التشغيل‭ ‬لدى‭ ‬الشركات‭ ‬والمحال‭ ‬التجارية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعقد‭ ‬المشهد‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬نادت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬متوجهة‭ ‬للحكومة‭ ‬بوجوب‭ ‬تأخير‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭. ‬آخرون‭ ‬اعتبروا‭ ‬الضريبة‭ ‬التزامًا‭ ‬سياسيًّا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منه،‭ ‬ولذلك‭ ‬اقترحوا‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تجميد‭ ‬الرسوم‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬لتمكينها‭ ‬من‭ ‬التقاط‭ ‬أنفاسها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المطالبات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فيما‭ ‬يزداد‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬صعوبة‭.‬

غرفة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬واجهت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصرخات‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬أعمال‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬ملاذًا‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تخنقهم‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬كما‭ ‬واجهت‭ ‬لوم‭ ‬بعض‭ ‬أعضائها‭ ‬لكونها‭ ‬غير‭ ‬مجتهدة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحهم‭ ‬أمام‭ ‬الحكومة‭.‬

‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬تطبيق‭ ‬الضريبة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الصعب‭ ‬والحساس‭ ‬صائبًا‭ ‬أم‭ ‬لا؟،‭ ‬فاقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬يختلف‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدًّا‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬بالتطبيق،‭ ‬ولكن‭ ‬المؤشرات‭ ‬غير‭ ‬مبشرة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬فيما‭ ‬تسري‭ ‬الشائعات‭ ‬حول‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الضريبة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬نسبة‭ ‬5‭ % ‬من‭ ‬الأقل‭ ‬عالميًّا‭.‬