ناصر بن حمد... القيادة الملهمة

| عباس العمران

علم‭ ‬القيادة‭ ‬والإدارة‭ ‬علم‭ ‬كبير‭ ‬شاسع‭ ‬ومترامي‭ ‬الأطراف،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الإحاطة‭ ‬بكل‭ ‬جوانبه،‭ ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬فروع‭ ‬هذا‭ ‬العلم،‭ ‬فمثلا‭ ‬هناك‭ ‬باحثون‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬المؤسسي،‭ ‬وباحثون‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المعرفة‭ ‬المؤسسية‭ ‬وآخرون‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الإبداع‭ ‬المؤسسي‭ ‬وهكذا‭ ‬دواليك‭.‬

وصدرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬القيادة‭ ‬ومواصفات‭ ‬القائد‭ ‬وسماته،‭ ‬وقد‭ ‬اتفقت‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القائد‭ ‬دائما‭ ‬قوي‭ ‬الشخصية‭ ‬ويمتلك‭ ‬رؤية‭ ‬محددة‭ ‬ويتقن‭ ‬السير‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الرؤية‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭.‬

شاع‭ ‬مؤخراً‭ ‬مصطلح‭ ‬“القيادة‭ ‬الملهمة”‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البحوث‭ ‬الإدارية،‭ ‬ويعني‭ ‬علماء‭ ‬الإدارة‭ ‬بالقيادة‭ ‬الملهمة‭ ‬ذلك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬طاقات‭ ‬الفريق‭ ‬ودفعها‭ ‬كجسم‭ ‬واحد‭ ‬نحو‭ ‬الهدف،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مميزاتها‭ ‬أربعُ‭ ‬خصال‭ ‬هي‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬القائد‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الاستشراف‭ ‬الصحيح‭ ‬للمستقبل،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬وضع‭ ‬مناسب‭ ‬للجميع،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬القيادة‭ ‬واعية‭ ‬وأخيراً‭ ‬التصحيح‭ ‬الذاتي‭.‬

في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬اليوم‭ ‬نمتلك‭ ‬قيادة‭ ‬ملهمة‭ ‬ألهمت‭ ‬فئة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وآمنت‭ ‬بها،‭ ‬بل‭ ‬وضعت‭ ‬الخطط‭ ‬والرؤى‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬الشباب‭ ‬مستلهما‭ ‬هذه‭ ‬العزيمة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬ملكنا‭ ‬المفدى‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره،‭ ‬هي‭ ‬شخصية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬ومستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭. ‬فجميع‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تولى‭ ‬قيادتها‭ ‬سموه‭ ‬أثمرت‭ ‬نتائج‭ ‬مهمة،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أصبح‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬اليوم‭ ‬يتميز‭ ‬بقدرة‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬أموال‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬خُصصت‭ ‬لرعاية‭ ‬الأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والمطلقات‭ ‬وتغطية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬المادية‭ ‬وغير‭ ‬المادية،‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬الخيرية‭ ‬اليوم‭ ‬تُقدم‭ ‬خدمات‭ ‬نفسية،‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وتربوية‭ ‬ومادية‭ ‬نوعية‭ ‬للأسر‭ ‬المحتاجة،‭ ‬وباتت‭ ‬تستقبل‭ ‬وفود‭ ‬دول‭ ‬شقيقة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتها‭ ‬ومشاهدة‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭. ‬الجانب‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬نجاحات‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬سموه،‭ ‬المملكة‭ ‬اليوم‭ ‬تتوج‭ ‬بمراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬وأصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬علم‭ ‬المملكة‭ ‬مرفوعاً‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬الدولية،‭ ‬منافسين‭ ‬وحاصدينَ‭ ‬للجوائز‭. ‬التمكين‭ ‬العلمي‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬أبداً‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬جوائز‭ ‬كثيرة‭ ‬موجهة‭ ‬للطاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬الشابة،‭ ‬هدفها‭ ‬الأسمى‭ ‬زرع‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬والإبداع‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬جائزة‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للابتكار‭ ‬العسكري،‭ ‬وجائزة‭ ‬سموه‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وجائزة‭ ‬سموه‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تحتاجُ‭ ‬منا‭ ‬إلى‭ ‬صفحات‭ ‬ومساحات‭.‬

ما‭ ‬أود‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬حريٌ‭ ‬بشباب‭ ‬الوطن‭ ‬جميعاً‭ ‬الالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬وأن‭ ‬تكونَ‭ ‬سواعدنا‭ ‬مجتمعةً‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭ ‬وأرواحنا‭ ‬تلوذُ‭ ‬عنهُ‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭.‬