زبدة القول

داعش في المغرب

| د. بثينة خليفة قاسم

تمكنت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬الإيقاع‭ ‬بخلية‭ ‬إرهابية‭ ‬تابعة‭ ‬لتنظيم‭ ‬داعش‭ ‬كانت‭ ‬تستعد‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬واتخاذ‭ ‬مقر‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لكي‭ ‬تؤسس‭ ‬لنفسها‭ ‬كيانا‭ ‬هناك‭ ‬وتعلن‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المغربية‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭.‬

هذه‭ ‬الخلية‭ ‬الإرهابية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكيانات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬هي‭ ‬الطاعون‭ ‬أو‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تخليقه‭ ‬في‭ ‬معامل‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية‭ ‬لكي‭ ‬يصيب‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬ويتنقل‭ ‬بين‭ ‬أرجائه‭ ‬لكي‭ ‬يبقى‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬لها‭ ‬نهاية‭ ‬ويبقى‭ ‬ضعيفا‭ ‬مهلهلا‭ ‬لصالح‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية‭. ‬ويكفي‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬تقطعت‭ ‬أوصالها‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المزروعة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬نفس‭ ‬ملامحنا‭ ‬العربية‭ ‬والتي‭ ‬تتحدث‭ ‬العربية‭ ‬وتقرأ‭ ‬القرآن‭ ‬وترفع‭ ‬رايات‭ ‬عليها‭ ‬شعارات‭ ‬إسلامية،‭ ‬ويكفي‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جيشا‭ ‬عربيا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الجيوش‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يعيش‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬مع‭ ‬عصابات‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابية‭ ‬وهو‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتخذت‭ ‬هذه‭ ‬العصابات‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬المصرية‭ ‬مقرا‭ ‬لها‭. ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬الدموية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬منها‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬واحدة،‭ ‬فالدولة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية،‭ ‬قامت‭ ‬بتفكيك‭ ‬خلية‭ ‬أو‭ ‬خلايا‭ ‬إرهابية،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬السعودية‭ ‬وفي‭ ‬المغرب‭ ‬مؤخرا‭. ‬وأمام‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬دون‭ ‬غيرنا،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يقنع‭ ‬دجاجة‭ ‬أن‭ ‬مقاومة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬مهمة‭ ‬عربية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬وممارسة‭ ‬الوعظ‭ ‬والإرشاد‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬بالفكر،‭ ‬فالإرهاب‭ ‬سلاح‭ ‬مسمم‭ ‬يستخدم‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬باستخدام‭ ‬جيوش‭ ‬ذات‭ ‬ملامح‭ ‬عربية‭ ‬وأموال‭ ‬عربية‭ ‬الكل‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭ ‬وبرعاية‭ ‬دول‭ ‬إقليمية‭ ‬الكل‭ ‬يعرفها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬معينة‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بتفكيك‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ورسم‭ ‬خريطة‭ ‬جديدة‭ ‬لها‭.  ‬والإرهاب‭ ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬تعريف‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬وضع‭ ‬تعريف‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬السوداء،‭ ‬فالإرهاب‭ ‬لدى‭ ‬كبار‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬سلاح‭ ‬سري‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬التأديب‭ ‬والتخريب‭ ‬وتمهيد‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ ‬أمام‭ ‬جيوش‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكبار،‭ ‬والإرهاب‭ ‬لدى‭ ‬خليفة‭ ‬الإرهابيين‭ ‬ولدى‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬هو‭ ‬جهاد‭ ‬مقدس،‭ ‬ولا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭.‬