رسالة الرئيس

| د. عبدالله الحواج

رسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬عنوان‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬وتفاصيل‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬المسؤولية‭ ‬يبثها‭ ‬سموه‭ ‬عبر‭ ‬الضمير‭ ‬الحي‭ ‬للأمم،‭ ‬والروح‭ ‬الخالدة‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخلاقة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يناشد‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬السامية‭ ‬بأن‭ ‬الدنيا‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬بالخيرات،‭ ‬والإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬بوصلة‭ ‬الحياة‭ ‬بنور‭ ‬العلم‭ ‬وإشعاع‭ ‬البصيرة،‭ ‬لابد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬تجاه‭ ‬كونه‭ ‬المضطرب،‭ ‬ينبغي‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬بأن‭ ‬نماء‭ ‬الأرض‭ ‬هو‭ ‬مسئولية‭ ‬جماعية،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬سلامته‭ ‬إرادة‭ ‬جمعية،‭ ‬والذود‭ ‬عن‭ ‬خيراته‭ ‬هي‭ ‬عدالة‭ ‬إلهية،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يضرب‭ ‬مناطق‭ ‬مترامية‭ ‬منه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مكافحته،‭ ‬وأن‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬أبدا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬مفروض‭ ‬علينا‭ ‬مجاراته،‭ ‬وأن‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬هدى‭ ‬من‭ ‬الرحمن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نترجمه‭ ‬بدقه‭ ‬ليعم‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭. ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬يختار‭ ‬المنصة‭ ‬الأممية‭ ‬الدولية‭ ‬كي‭ ‬يرسل‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬وليست‭ ‬رسالة‭ ‬واحدة،‭ ‬مضمون‭ ‬الرسائل‭ ‬يتخطى‭ ‬الحدود،‭ ‬ويعبر‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬منابع‭ ‬الفكر‭ ‬الوجداني‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬يحذر،‭ ‬يدق‭ ‬أجراس‭ ‬الخطر،‭ ‬ويرمي‭ ‬بحجر‭ ‬إفاقة‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬بحيرة‭ ‬عملاقة‭ ‬من‭ ‬المشاحنات‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ربما‭ ‬يتحرك‭ ‬السكون،‭ ‬وربما‭ ‬تستنفر‭ ‬الهمم،‭ ‬وربما‭ ‬يستعاد‭ ‬الوعي‭ ‬المفقود‭ ‬لأمم‭ ‬فقدت‭ ‬وعيها،‭ ‬وجماعات‭ ‬عزفت‭ ‬على‭ ‬ألحان‭ ‬الضياع‭ ‬والتقسيم‭ ‬اللعين‭ ‬لبلادها،‭ ‬ومليشيات‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الشيطان‭ ‬لتحل‭ ‬مكان‭ ‬جيوش‭ ‬جرارة،‭ ‬وعصابات‭ ‬اخترقت‭ ‬دول‭ ‬عريقة‭ ‬لتلعب‭ ‬بمقدراتها‭ ‬وتهين‭ ‬شعوبها‭ ‬وتنكل‭ ‬بتراثها‭ ‬وتاريخها‭ ‬العريق‭. ‬

الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يحاول‭ ‬كعهدنا‭ ‬بسموه‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬رشده،‭ ‬أن‭ ‬يذكره‭ ‬بأن‭ ‬التشرذم‭ ‬هدم‭ ‬حضارات،‭ ‬وأن‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬معادلات‭ ‬الطائفية،‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬كانت‭ ‬فخرا‭ ‬للبشرية‭ ‬وصونا‭ ‬لأمانها‭ ‬ورمزا‭ ‬لاستقرارها‭ ‬ونموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬لازدهارها‭ ‬ونمائها‭.‬

الوطن‭ ‬وحدة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيمه‭ ‬إلى‭ ‬شيع‭ ‬وقبائل،‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬وعشائر،‭ ‬إلى‭ ‬محاصصات،‭ ‬ومناكفات‭ ‬وضغائن،‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬الدولة،‭ ‬هو‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الراسخة،‭ ‬وقوانينها‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وعيون‭ ‬بنيه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنام‭.‬

سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬الأممي،‭ ‬وجهده‭ ‬الدولي‭ ‬يحلم‭ ‬بعالم‭ ‬افضل،‭ ‬بشعوب‭ ‬لا‭ ‬تمد‭ ‬اليد‭ ‬للمجهول،‭ ‬بمستقبل‭ ‬لا‭ ‬ينحني‭ ‬أمام‭ ‬رياح‭ ‬طارئة‭ ‬أو‭ ‬أزمات‭ ‬جارفة،‭ ‬أو‭ ‬مغامرات‭ ‬زائفة‭. ‬لذلك‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يبلغ‭ ‬السيل‭ ‬الزبى،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬نندم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬فيه‭ ‬الندم‭ ‬جاءت‭ ‬دعوة‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬بردا‭ ‬وسلاما‭ ‬على‭ ‬نفوسنا،‭ ‬عزا‭ ‬وفخارا‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬امتنا‭ ‬قائد‭ ‬يحنو،‭ ‬وعزيز‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عزيز،‭ ‬وضمير‭ ‬حي‭ ‬يحذر‭ ‬الدنيا‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬الرسالة،‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬هما‭ ‬دعوة‭ ‬السماء‭ ‬للإنسانية‭ ‬جمعاء‭ ‬بأن‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن‭ ‬هي‭ ‬ملاذه‭ ‬المضمون،‭ ‬وأن‭ ‬شعبه‭ ‬الواحد‭ ‬المتحد‭ ‬هو‭ ‬صنوانه‭ ‬وحارسه‭ ‬الأمين،‭ ‬يحفظ‭ ‬الله‭ ‬قادتنا،‭ ‬يحفظ‭ ‬الله‭ ‬الوطن‭.‬