الأجانب “أكلونا أكال”!

| سعيد محمد

أي‭ ‬نعم‭.. ‬الأجانب‭ ‬“أكلونا‭ ‬أكال”،‭ ‬وسيأكلون‭ ‬أكثر،‭ ‬ومهما‭ ‬ازدادت‭ ‬الشكوى‭ ‬وطال‭ ‬انتظار‭ ‬نزول‭ ‬حلول‭ ‬سحرية،‭ ‬فسيأكلون‭ ‬ويأكلون‭ ‬ويأكلون‭.. ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬مفروض‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭ ‬لاسيما‭ ‬العاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.. ‬وعلى‭ ‬المستثمر،‭ ‬وعلى‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬صغير‭ ‬أو‭ ‬متوسط‭ ‬أو‭ ‬كبير،‭ ‬وعلى‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬والشباب‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة‭.. ‬مفروض‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬قوانين‭ ‬وأنظمة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ومنها‭ ‬التأشيرة‭ ‬الحرة،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضًا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬“نحن‭ ‬من‭ ‬أوقعناه‭ ‬على‭ ‬رؤوسنا”‭! ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجزء،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬بصراحة‭:‬

‭* ‬الأجانب‭ ‬“أكلونا‭ ‬أكال”‭.. ‬لأنك‭ ‬يا‭ ‬سيدي‭ ‬المواطن‭ ‬إن‭ ‬أهملت‭ ‬تعليمك‭ ‬وتعليم‭ ‬أبنائك‭ ‬واستهنت‭ ‬بالأمر‭ ‬ولم‭ ‬تكافح‭ ‬وتواجه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬بحفرهم‭ ‬في‭ ‬الصخر،‭ ‬وتحدي‭ ‬الظروف‭ ‬أيًا‭ ‬كانت،‭ ‬وإن‭ ‬أهملت‭ ‬تعلم‭ ‬الجديد‭ ‬واكتساب‭ ‬الخبرات،‭ ‬وترى‭ ‬أمامك‭ ‬الأجانب‭ ‬يدخلون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬فسيأكلونا‭ ‬أكال‭. * ‬و‭ ‬“الأكال”‭ ‬مستمر،‭ ‬حين‭ ‬تخسر‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬كبيرا‭ ‬جمعته‭ ‬أو‭ ‬اقترضه‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬لتبدأ‭ ‬مشروعك،‭ ‬ثم‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ودراسته‭ ‬وتقييمه‭ ‬وتطويره،‭ ‬ولم‭ ‬تدرك‭ ‬أهمية‭ ‬معرفة‭ ‬“تكتيك”‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬صغير،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تترك‭ ‬مشروعك‭ ‬ليديره‭ ‬الأجنبي‭ ‬عوضًا‭ ‬عنك،‭ ‬وتنشط‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬أبناء‭ ‬بلدك‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬رزقهم‭ ‬ومقاطعة‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭.‬‭. ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تدعمهم‭.. ‬فسيأكلونا‭ ‬أكال‭.‬

‭* ‬حين‭ ‬تجد‭ ‬الوافد،‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭ ‬جنسيته‭ ‬“يكرف”‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬العملاء،‭ ‬وأنت‭ ‬تقضي‭ ‬نهارك‭ ‬نائمًا‭ ‬وتتسكع‭ ‬في‭ ‬المقاهي‭ ‬والمجمعات‭ ‬ليلًا‭.. ‬وتصرف‭ ‬بلا‭ ‬حساب‭.. ‬سيارة‭ ‬جديدة‭ ‬لـ‭ ‬“الفشخرة”‭.. ‬سفرات‭ ‬ورحلات‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭.. ‬لهث‭ ‬وراء‭ ‬“الموبايلات”‭ ‬الجديدة‭.. ‬وفي‭ ‬محلك‭ ‬التجاري‭ ‬أو‭ ‬ورشتك‭ ‬أو‭ ‬معملك‭ ‬“القرعة‭ ‬ترعى”‭.. ‬أكيد‭ ‬“بيأكلونا‭ ‬أكال”‭.‬

‭* ‬حين‭ ‬يهمل‭ ‬المسؤول،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬الخاص،‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬وحملة‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬أو‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرات‭ ‬والمهارات‭ ‬والكفاءة،‭ ‬ويوظف‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬التباكي‭ ‬على‭ ‬البطالة‭ ‬أو‭ ‬اجترار‭ ‬“المانشيتات”‭ ‬الكريهة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭: ‬إيجاد‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للشباب‭.. ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬للمواطن‭.. ‬دعم‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مشاريعهم‭ ‬وريادة‭ ‬أعمالهم‭.. ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العناوين‭ ‬البراقة‭ ‬فيما‭ ‬تتحطم‭ ‬آمال‭ ‬عيال‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬على‭ ‬صخرة‭ ‬اليأس‭ ‬ومعاول‭ ‬العوز‭ ‬والحاجة‭.. ‬أكيد،‭ ‬الأجانب‭ ‬“بيأكلونا‭ ‬أكال”‭.‬

‭* ‬حين‭ ‬تقضي‭ ‬وقتًا‭ ‬يسيرًا‭ ‬في‭ ‬تصفح‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة،‭ ‬أو‭ ‬تقرأ‭ ‬التجاوزات‭ ‬والمخالفات‭ ‬في‭ ‬ملاحق‭ ‬الصحف،‭ ‬وتتمنى‭ ‬أن‭ ‬تضرب‭ ‬رأسك‭ ‬في‭ ‬“الطوفة”‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الاستنزاف‭ ‬الكبير‭ ‬لموارد‭ ‬الدولة،‭ ‬وتقع‭ ‬عينك‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬آلاف‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬مقابل‭ ‬آلاف‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاطلين‭.. ‬أكيد‭ ‬ستشعر‭ ‬بالراحة‭ ‬وأنت‭ ‬“تصفع‭ ‬وجهك‭ ‬من‭ ‬القهر‭ ‬والغيظ”‭.. ‬أكيد‭ ‬“بيأكلوننا‭ ‬أكال”‭.‬

أما‭ ‬بعد‭.. ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬“الأكال”،‭ ‬قابل‭ ‬للحل‭ ‬وكل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬قابلة‭ ‬للحل‭.. ‬بس‭ ‬“صلوا‭ ‬على‭ ‬النبي‭ ‬ويصير‭ ‬خير”‭.‬