مصداقية الإعلام
| زهير توفيقي
بين حين وآخر يحتاج الإنسان إلى تذكيره وتنبيهه وكذلك نصيحته بعدد من الأمور التي قد يكون غافلا عنها أو جاهلا بإحدى جزئياتها، وأنا ككاتب أرى أنه لا ضير في ذلك، بل أجد أنه من الضروري فعل ذلك لتحقيق المصلحة العامة.
وكتبت سابقا عن الإعلام وإيجابياته وسلبياته، وقلت إنه سلاح ذو حدين ولكن لفت نظري مؤخرا أن عددا من المؤسسات تنشر أخبارا ليست دقيقة، وذلك لهدف واحد فقط هو تلميع صورة وسمعة المؤسسة! وهنا تكمن الخطورة في ذلك، فهم مع الأسف يظنون أنهم يستطيعون الضحك على ذقون الناس! غريب أمرهم فهم رغم درايتهم بأنهم يعيشون في دولة تتم فيها عملية تداول الأخبار بصورة قد تكون أسرع من البرق! ولا شك في أن تناقل الناس للخبر بشكل سلبي بسبب عدم مصداقيته تكون النتائج سلبية للغاية لتلك المؤسسة وتهدم سمعتها التي عملت على إبرازها محليًا وخارجيًا.
ولكي أوضح للقارئ أكثر، أذكر أن شركة تعتبر من كبرى الشركات في المملكة صرحت في يوم من الأيام بأنها الأولى في البحرين التي تنقل موظفيها من وإلى العمل في باصات مكيفة! طبعًا لم يكن الخبر صحيحًا، إذ إن كثيرا من الشركات والمؤسسات تقوم بذلك ومنذ فترة طويلة، وفي اعتقادي أن الخبر لا يستحق حتى نشره.
أما المثال الآخر وكلكم تتذكرون وزير الإعلام العراقي الأسبق حينما كان يظهر على الهواء أثناء تحرير الكويت ويقول إن الأمور تحت السيطرة والجيش العراقي يقاوم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إلا أننا وجدنا بعد هذا التصريح بساعات قليلة عكس ذلك، إذ تمكنت القوات من تحرير الكويت ومن غير مقاومة! هنا تكمن المصداقية ولا شيء غير ذلك في نقل الخبر، وليعلم القارئ أن المثالين أعلاه من حدثين بعيدين جدا لكنني مازلت أتذكرهما جيدا ودائما ما أستخدمهما كمثال سيء! أنصح الجميع بالالتزام بالمصداقية ومن دون مبالغة وليعلموا أن ظهورهم في وسائل الإعلام بشكل مكثف ليس مقياسا لنجاحهم! أحيانًا بقاؤك بعيدًا عن الأضواء الطريقة الأمثل للوصول إلى مبتغاك. والله من وراء القصد.