زبدة القول

لا دبلوماسية من دون ثقافة

| د. بثينة خليفة قاسم

تعد‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ومهما‭ ‬اختلفت‭ ‬أحجام‭ ‬الدول‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬الأخرى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬والحكومات،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬والثقافة‭ ‬ما‭ ‬يعينها‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬هذا‭ ‬التغيير،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني‭ ‬ما‭ ‬يكفي،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬العالم‭ ‬بهذا‭ ‬التراث‭ ‬وثقافتها‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني‭ ‬ككل،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬دبلوماسييها‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المثقفين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭.‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬“الدبلوماسية‭ ‬والثقافة”‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بمسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬والشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لا‭ ‬دبلوماسية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ثقافة‭ ‬ولا‭ ‬ثقافة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دبلوماسية‭.‬

الثقافة‭ ‬تبني‭ ‬الجسور‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬أهمية‭ ‬المؤتمر‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬المهمة‭ ‬والتباحث‭ ‬حولها‭ ‬لإعطاء‭ ‬جرعة‭ ‬مهمة‭ ‬للدبلوماسيين‭ ‬الشباب‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬وأهمية‭ ‬تمتع‭ ‬الشخصية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بثقافة‭ ‬واسعة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حول‭ ‬بلدها‭ ‬وأمتها‭ ‬لكن‭ ‬حول‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬فيها‭. ‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬المؤتمر،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سفارة‭ ‬المستقبل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرقمية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الثقافية‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السفارات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭ ‬بصورة‭ ‬أشمل‭.‬

وقد‭ ‬قدم‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البحريني‭ ‬نصيحة‭ ‬رائعة‭ ‬ومركزة‭ ‬للشباب‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬لهم‭: ‬تمسكوا‭ ‬بهويتكم‭ ‬البحرينية،‭ ‬وإياكم‭ ‬والانعزال‭ ‬والانغلاق،‭ ‬وتجنبوا‭ ‬تفضيل‭ ‬أنفسكم‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬كونوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬واحملوا‭ ‬ثقافة‭ ‬بلدكم‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬وكل‭ ‬الثقة‭ ‬فيكم‭ ‬ونحن‭ ‬نتعلم‭ ‬منكم،‭ ‬وهي‭ ‬نصيحة‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تنقل‭ ‬خبرة‭ ‬السنين‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مخضرم‭ ‬مثل‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭.‬