فجر جديد

حاربوا السرقات بيد من حديد

| إبراهيم النهام

نفس‭ ‬العناوين‭ (‬السنوية‭) ‬لتقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬أطلت‭ ‬بها‭ ‬علينا‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬مجددًا‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬نفس‭ ‬السيناريوهات،‭ ‬ونفس‭ ‬السرقات،‭ ‬والهدر،‭ ‬وتسريب‭ ‬أموال‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬أماكنها،‭ ‬وإلى‭ ‬غير‭ ‬مستحقيها،‭ ‬قضايا‭ ‬عديدة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة؟‭ ‬نعم،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬وأي‭ ‬بعد؟

التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬القديم،‭ ‬كان‭ ‬محبطًا‭ ‬للناس،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬هم‭ ‬بغنى‭ ‬عنه‭ ‬لأي‭ ‬إحباط،‭ ‬فواقع‭ ‬المواطن‭ ‬اليومي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيشي‭ ‬والحياتي،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتحمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬والضغوطات،‭ ‬والمفاجآت‭ ‬المقززة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬للموظف‭ ‬البسيط،‭ ‬الذي‭ ‬يناضل‭ ‬ويستميت‭ ‬لينال‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتنعم‭ ‬المفسد‭ ‬والأجنبي‭ ‬بخيراته‭ ‬وخيرات‭ ‬أبنائه‭.‬

حين‭ ‬حملتُ‭ ‬التقرير‭ ‬صبيحة‭ ‬أمس‭ ‬بمقر‭ ‬الصحيفة،‭ ‬كنت‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬المفاجئة‭ ‬والصدمة‭ ‬لثقل‭ ‬وزنه،‭ ‬بصفحات‭ ‬تغرق‭ ‬بالملاحظات‭ ‬والفصول‭ ‬والشواهد‭ ‬والتوصيات‭ ‬والفضائح‭ ‬عن‭ ‬حكايا‭ ‬الفساد‭ ‬والمفسدين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لا‭ ‬يجرؤ‭ ‬به‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬أن‭ ‬يركن‭ ‬سيارته‭ ‬بموقف‭ ‬خاطئ‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬المخالفة‭.‬

سيناريوهات‭ ‬التقرير‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُقابل‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬لكل‭ ‬متجاوز‭ ‬ومتخاذل‭ ‬ومفسد،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬تلكؤ‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬بسبب‭ ‬بيروقراطيات‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬تدخل‭ ‬الأيادي‭ ‬الخفية،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬مطمئنًّا،‭ ‬ومدركًا‭ ‬أنه‭ ‬ببلد‭ ‬القانون،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يفقد‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬هيبته،‭ ‬كجهة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تصويب‭ ‬المسار‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬وحياة‭ ‬الناس‭ ‬معًا‭.‬