لمحات

تغير أنماط الحياة

| د.علي الصايغ

كانت‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬أكثر‭ ‬حيوية،‭ ‬كانت‭ ‬مفعمة‭ ‬بالنشاط،‭ ‬تفرض‭ ‬حركةً‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم،‭ ‬فالتكنولوجيا‭ ‬بتسهيلاتها‭ ‬المبهرة‭ ‬كبلت‭ ‬البشر،‭ ‬وقيدت‭ ‬حركتهم،‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬وأهمها‭ ‬الصحية،‭ ‬والاجتماعية‭.‬

يفتقد‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬يعاصره،‭ ‬العيش‭ ‬ببساطة؛‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬الكسل،‭ ‬والخمول،‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬النقل،‭ ‬إلى‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬وأجهزة‭ ‬التحكم‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬والألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬تجنى‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬غير‭ ‬الكسل،‭ ‬وقلة‭ ‬الحركة،‭ ‬وزيادة‭ ‬الأوزان،‭ ‬واعتلال‭ ‬الأجسام‭ ‬ــ‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله‭ ‬ــ‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬خطر‭ ‬كبير،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتثقيفه‭ ‬جيداً‭ ‬صحياً‭ ‬ورياضياً،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬نرد‭ ‬أن‭ ‬نتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬ما‭ ‬سيؤول‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مضار‭ ‬صحية‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬الرتيبة‭ ‬الجامدة،‭ ‬وتبعات‭ ‬تكلفهم‭ ‬الكثير‭ ‬شخصياً،‭ ‬وتكلف‭ ‬الدولة‭ ‬أيضاً‭ ‬الكثير‭.‬

إن‭ ‬الخطر‭ ‬لا‭ ‬يحدق‭ ‬بجيل‭ ‬حالي‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬بالجميع،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبدلت‭ ‬الحياة،‭ ‬وتغيرت‭ ‬أنماطها،‭ ‬وغدا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يأتمر‭ ‬بأمر‭ ‬ضغطة‭ ‬زر،‭ ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬لأن‭ ‬نتجشم‭ ‬عناء‭ ‬فعل‭ ‬شيء،‭ ‬أو‭ ‬بذل‭ ‬مجهود،‭ ‬وسبل‭ ‬الراحة‭ ‬متوفرة،‭ ‬وما‭ ‬تنامي‭ ‬أعداد‭ ‬مرتادي‭ ‬النوادي‭ ‬الصحية،‭ ‬وكثرتها،‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجبرنا‭ ‬بفعله‭ ‬روتين‭ ‬الحياة‭ ‬اليومي،‭ ‬يحاول‭ ‬البعض‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يعوضه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النوادي،‭ ‬وآخرون‭ ‬منشغلون‭ ‬ولا‭ ‬يكترثون،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مختلفة،‭ ‬لا‭ ‬تستدعي‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬كواجب‭ ‬يومي،‭ ‬بل‭ ‬كهواية،‭ ‬أو‭ ‬احتراف‭ ‬لدى‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭.‬