ياسمينيات

اختطاف طفلة عراد

| ياسمين خلف

حكاية‭ ‬تعرض‭ ‬طالبة‭ ‬الابتدائي‭ ‬في‭ ‬عراد‭ ‬لمحاولة‭ ‬اختطاف‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬آسيوي،‭ ‬حكاية‭ ‬تضعنا‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬التكاتف‭ ‬لمنع‭ ‬تكرارها‭ ‬أو‭ ‬وقوعها‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬الجميع‭ ‬تتطلب‭ ‬تحركاً‭ ‬عاجلاً‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المختصة‭.‬

طالبة‭ ‬بمحيط‭ ‬أسوار‭ ‬مدرستها،‭ ‬وبالقرب‭ ‬من‭ ‬منزلها‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يبعد‭ ‬إلا‭ ‬مقدار‭ ‬مسافة‭ ‬منزلين‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الذروة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الدوام‭ ‬المدرسي‭ ‬مباشرة،‭ ‬تتعرض‭ ‬لمحاولة‭ ‬اختطاف‭ ‬أمام‭ ‬الجميع،‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الخطورة،‭ ‬ومثير‭ ‬للخوف‭ ‬والرعب‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬أطفال‭ ‬آخرين‭ ‬لمحاولات‭ ‬اختطاف،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حين،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان‭. ‬

المجرم‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الهرب‭ ‬بعد‭ ‬صراخ‭ ‬وضرب‭ ‬الطالبة‭ ‬له،‭ ‬جريء‭ ‬للدرجة‭ ‬التي‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفعل،‭ ‬ولا‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬العقاب،‭ ‬وعلى‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬حملة‭ ‬تحذيرية،‭ ‬وبكل‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬يتحدث‭ ‬فيها‭ ‬المقيمون‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬تحذرهم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬عاقبة‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬التعرض‭ ‬بالأذى‭ ‬لأي‭ ‬طفل،‭ ‬سواء‭ ‬قُبض‭ ‬عليه‭ ‬متلبساً‭ ‬بالجرم‭ ‬المشهود‭ ‬كالاعتداء‭ ‬أو‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬لأحدهم،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬المحاولة‭ ‬بالقيام‭ ‬بأي‭ ‬فعل‭ ‬يخدش‭ ‬الحياء‭ ‬ولو‭ ‬بكلمات‭ ‬الاستدراج‭ ‬العاطفي‭ ‬التي‭ ‬تتعرضن‭ ‬لها‭ ‬المراهقات‭ ‬خلال‭ ‬ارتياد‭ ‬المحال‭ ‬والبرادات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭. ‬

على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العقوبة‭ ‬مغلظة‭ ‬لا‭ ‬رحمة‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬تهاون،‭ ‬وأن‭ ‬تلغى‭ ‬تأشيرة‭ ‬دخولهم‭ ‬المملكة،‭ ‬مع‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تحايلهم‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬وذلك‭ ‬باعتماد‭ ‬أجهزة‭ ‬بصمة‭ ‬العين‭ ‬أو‭ ‬الوجه‭ ‬خلال‭ ‬دخولهم‭ ‬المطار‭. ‬

فحتى‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬الطفلة‭ ‬فاطمة‭ ‬التي‭ ‬اختطفت‭ ‬واختفت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬غير‭ ‬الله‭ ‬مصيرها‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬حية‭ ‬ترزق‭ ‬أم‭ ‬ميتة‭ ‬تحت‭ ‬التراب،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬تعرض‭ ‬طفلة‭ ‬للاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬آسيوي‭ ‬بعد‭ ‬إغلاق‭ ‬المحل‭ ‬عليها‭! ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬الوحوش‭ ‬البشرية،‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬أضعفها‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬تصدر‭ ‬عنه‭ ‬تحركات‭ ‬أو‭ ‬سلوكيات‭ ‬مريبة،‭ ‬أو‭ ‬رصد‭ ‬الكاميرات‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الواحد‭ ‬يأمن‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭.‬

ياسمينة‭

: ‬دق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬السريع‭.‬