الأمم المتحدة في الميزان

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬1945م‭ ‬تأسست‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باقتراح‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المنتصرة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وأصدرت‭ ‬أول‭ ‬قراراتها،‭ ‬حيث‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ (‬الاستخدام‭ ‬السلمي‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬وإزالة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭)‬،‭ ‬وللمنظمة‭ (‬75‭) ‬منظمة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ (‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭) ‬وغيرها‭.‬

وبعد‭ (‬74‭) ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وسعيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬مازال‭ ‬يعج‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والمشاكل،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬أصبحت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬وتمنيات‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها،‭ ‬وأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬طوق‭ ‬أمان‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وتعتدي‭ ‬عليها،‭ ‬فنتاج‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬لصالح‭ ‬الدول‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬ثراءً،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أهدافها‭ ‬إلا‭ ‬بوضع‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفعلي‭ ‬لقراراتها‭ ‬وتوصياتها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬وانتقائية‭ ‬التطبيق‭. ‬

إن‭ ‬احترام‭ ‬مبادئ‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬وقراراتها‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬الدولية‭ ‬المزمنة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬يُجسد‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬بمبادئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وأهدافها‭ ‬النبيلة،‭ ‬ومن‭ ‬مقتضيات‭ ‬العدالة‭ ‬توفر‭ ‬الجدية‭ ‬والمصداقية‭ ‬لقراراتها‭ ‬وتوصياتها،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬“حق‭ ‬النقض”‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬أثناء‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مراقبة‭ ‬عادلة‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬انتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬وخصوصًا‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬السلمية‭. ‬وكذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأبحاث‭ ‬الطاقة‭ ‬والبيئة‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لجميع‭ ‬أعضاء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وتعتز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعضويتها‭ ‬والتزامها‭ ‬بميثاق‭ ‬ومبادئ‭ ‬وأسس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وسعيها‭ ‬الدؤوب‭ ‬في‭ ‬مشاركتها‭ ‬ودعمها‭ ‬جميع‭ ‬أنشطتها،‭ ‬إيمانًا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تشكل‭ ‬إطارًا‭ ‬صالحًا‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬ومنبرًا‭ ‬للتخاطب‭ ‬والتفاهم‭ ‬ووسيلة‭ ‬فاعلة‭ ‬لفض‭ ‬النزاعات‭ ‬وعلاج‭ ‬الأزمات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يُعزز‭ ‬التعاون‭ ‬والتواصل‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ونبذ‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬القيم‭ ‬السامية‭ ‬وترسيخها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم،‭ ‬وبما‭ ‬يمنح‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬يسوده‭ ‬العدل‭ ‬والأمن‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭.‬