المقسومة.... دبلوماسية وحنكة سعودية كويتية

| بدور عدنان

يترقب‭ ‬الوسط‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬خبر‭ ‬إنهاء‭ ‬ملف‭ ‬المنطقة‭ ‬المقسومة‭ ‬أو‭ ‬المحايدة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬الدلائل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬يغلق‭ ‬بعده‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬نهائياً‭.‬

حيث‭ ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬الرياض‭ ‬والكويت‭ ‬منطقة‭ ‬محايدة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1922م‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬حينها‭ ‬بمعاهدة‭ ‬العقير،‭ ‬وبناءً‭ ‬عليها‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تقسيم‭ ‬للمنطقة‭ ‬المحايدة‭ ‬إلى‭ ‬جزء‭ ‬شمالي‭ ‬تديره‭ ‬الكويت‭ ‬وجزء‭ ‬جنوبي‭ ‬تديره‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1966م‭ ‬وذلك‭ ‬لتنظيم‭ ‬تقاسم‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اختلافا‭ ‬تشغيليا‭ ‬وقع‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2014‭-‬2015م،‭ ‬حيث‭ ‬أغلق‭ ‬حقل‭ ‬الوفرة‭ ‬الكويتي،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أغلق‭ ‬حقل‭ ‬الخفجي‭ ‬السعودي‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالبيئة،‭ ‬ما‭ ‬حرم‭ ‬الدولتين‭ ‬من‭ ‬عائد‭ ‬نفطي‭ ‬يتجاوز‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬تقديري‭ ‬لإنتاج‭ ‬الحقلين‭.‬

الاختلاف‭ ‬وارد‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬أو‭ ‬القرارات‭ ‬بين‭ ‬أية‭ ‬دولتين‭ ‬لكن‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬يمتلكون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الاختلاف‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬التقاء‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬الشقاق‭ ‬والتعنت،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬لمسناه‭ ‬جميعاً‭ ‬عند‭ ‬قيادات‭ ‬وحكماء‭ ‬الدولتين،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتفاقم‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬يوماً‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الخلاف‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬العداء‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مساعي‭ ‬الصلح‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬يوماً‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وهو‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬حرصت‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدولتين‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الوضع‭ ‬دون‭ ‬تأزيم‭ ‬إعلامي‭ ‬تشوبه‭ ‬شائعات‭ ‬مغرضة‭ ‬لن‭ ‬يتوانى‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬استغلالها‭ ‬لتضخيم‭ ‬الوضع‭ ‬وتأزيمه‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭.‬

نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭ ‬خالد‭ ‬الجار‭ ‬الله‭ ‬صرح‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬وجيزة‭ ‬بأن‭ ‬الكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬لا‭ ‬تحتاجان‭ ‬إلى‭ ‬وساطة‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬لحل‭ ‬الاختلاف‭ ‬بينهما،‭ ‬حيث‭ ‬تمتلك‭ ‬الدولتان‭ ‬قامات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬ذات‭ ‬حنكة‭ ‬وخبرة‭ ‬وحلم‭ ‬مثل‭ ‬الأمير‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬والملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭.‬

المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬ضربتا‭ - ‬بل‭ ‬تضربان‭ - ‬مثالا‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬استيعابه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬احترامها‭ ‬علاقات‭ ‬القربي‭ ‬والدم‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬هكذا‭ ‬كانت‭ ‬الشقيقتان‭ ‬الجارتان‭ ‬بحفظهما‭ ‬روح‭ ‬الإخاء‭ ‬والعائلة‭ ‬الواحدة‭ ‬التي‭ ‬جبلنا‭ ‬عليها‭ ‬نحن‭ ‬أبناء‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬سلمت‭ ‬الرياض‭ ‬وسلمت‭ ‬الكويت،‭ ‬وحفظهما‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وحفظ‭ ‬دول‭ ‬خليجنا‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬كيد‭ ‬الكائدين‭ ‬ومكر‭ ‬الماكرين‭ ‬والمنافقين‭.‬