زبدة القول

تجميد عضوية قطر في الجامعة العربية

| د. بثينة خليفة قاسم

نشرت‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬نقاشات‭ ‬جادة‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تدور‭ ‬حاليا‭ ‬حول‭ ‬تجميد‭ ‬عضوية‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تحفظ‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬الجامعة‭ ‬بإدانة‭ ‬العدوان‭ ‬التركي‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬أيدت‭ ‬قطر‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬تركيا‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الإرهابيين‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التجميد‭ ‬تأخر‭ ‬كثيرا،‭ ‬فمنذ‭ ‬سنوات‭ ‬وقطر‭ ‬لا‭ ‬تنتمي‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬سوى‭ ‬باللغة‭ ‬والشكل،‭ ‬أما‭ ‬مصالح‭ ‬الأمة‭ ‬ووجودها‭ ‬وبقاؤها‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تهم‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد،‭ ‬وتأييد‭ ‬قطر‭ ‬العدوان‭ ‬التركي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬ليس‭ ‬الجريمة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬العرب،‭ ‬فقطر‭ ‬نفسها‭ ‬تمارس‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية،‭ ‬وتلطخت‭ ‬يدها‭ ‬بدماء‭ ‬العرب‭ ‬باستخدامها‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتسليحها‭ ‬وتمويلها‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬إعلاميا‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬مفاجأة‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬مندوب‭ ‬قطر‭ ‬بلا‭ ‬خجل‭ ‬داخل‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ويقول‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬تركيا‭ ‬وتبرير‭ ‬سفك‭ ‬دماء‭ ‬السوريين‭ ‬وتشريد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٣٠٠‬‭ ‬ألف‭ ‬بينهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال،‭ ‬لأن‭ ‬قطر‭ ‬شريك‭ ‬لتركيا‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬ودعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬تركيا‭ ‬ولو‭ ‬بكلمة‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬قام‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بإدانة‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬التركي‭ ‬الذي‭ ‬يقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬المنطق‭ ‬القطري‭ ‬سليما‭ ‬في‭ ‬تأييدها‭ ‬العدوان‭ ‬التركي‭ ‬وهو‭ ‬دخول‭ ‬أراضي‭ ‬سوريا‭ ‬لضرب‭ ‬الإرهابيين‭ ‬حسب‭ ‬زعم‭ ‬مندوب‭ ‬قطر،‭ ‬فبناء‭ ‬عليه‭ ‬يحق‭ ‬للدولة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬قتل‭ ‬أبناؤها‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الإرهابيين‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬الأراضي‭ ‬القطرية‭ ‬لتضرب‭ ‬قادة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬ويتنعمون‭ ‬بأموال‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭.‬

قطر‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬سوى‭ ‬الإرهاب‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬هدم‭ ‬الدول‭ ‬وتفتيتها،‭ ‬فلماذا‭ ‬تبقى‭ ‬قطر‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬طالما‭ ‬بقيت‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬من‭ ‬يمولون‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويدافعون‭ ‬عنه‭. ‬

السعودية‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬فوائضها‭ ‬الكثير‭ ‬لمساعدة‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬ومثلها‭ ‬تفعل‭ ‬الكويت‭ ‬والإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬رأينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والكويت‭ ‬بتمويلها‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬سوى‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭.‬