الإبداع والابتكار في العمل الحكومي
| عبدعلي الغسرة
إن الإبداع والابتكار في العمل الحكومي يحققان منجزات وطنية للبلاد وشعبها، وكما أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بأن ذلك (يُعزز ثقة المواطن في الخدمة الحكومية)، ولتحقيق هذا الهدف وجه سموه القيادات التنفيذية في الحكومة (لإفساح المجال أمام أفكار الموظفين الإبداعية بهدف تطوير العمل الحكومي) وبما يتفق مع أهداف التنمية الشاملة التي تسعى حكومة البحرين لتحقيقها.
ويعتبر “الإبداع والابتكار” من المسارات المتميزة في جميع الأعمال، فالإبداع مساحته شاسعة والابتكار لا نهاية لحدوده، وخلق الأفكار الجديدة فرصة للتطوير وحل المشكلات التي تواجهنا في العمل، ما يساعد على رسم مجال عملي جديد ويعزز ثقافة الإنتاج ويجدد طرائق الفكر والتفكير بأسلوب مستحدث ومخطط ومبشر لظهور قيادات ناشئة تمارس دورها في العملية الإنتاجية. وتطور العمل والإنتاج رهين بالعقول التي تديره وتدير شؤونه، لذا، فبين فترة وأخرى نحتاج إلى إبداعٍ جديد لتبيان الفرق الجوهري بين إنتاج الأمس واليوم وصولا إلى المستقبل.
لا تستطيع الإنسانية أن تهدر وقتها وتتجاوز الإبداع والتفكير الذي أصبح أداة للارتقاء وتقويم العمل وتحقيق الأداء الأفضل والأحسن في أساليب العمل. إن أصحاب القرار في المسؤوليات الوظيفية يسعون إلى تحقيق النجاح في مؤسساتهم والقضاء على مشاكل العمل وهذا يتطلب التمعن في التفكير والإبداع بدون تردد أو خوف، فالتطور يقوم على معادلة (الفكر المتطلع و الأساليب المبدعة والإدارة الخلاقة)، وتحقيقها يتم بأطرافها الثلاثة دون سواها. إن تحقيق أي إنجاز في العمل يعتمد بالمقام الأول على الإدارة الفاعلة في طموحاتها وتطلعاتها بعزم وإرادة المدراء المبدعين باختلاف مهامهم، وأن (يكونوا مبدعين ومبتكرين في أفكارهم وأساليبهم، وأن تكون لهم سماحة إدارية، أن يسعوا لجذب العناصر المبدعة وتعبئة المؤسسة بها)، وبذلك سيتسمون بقدرة في مجال التنمية البشرية والاقتصادية، لأن الإبداع قوة تدعم وتساند أي نشاط مهما كان اتساعه وعُمقه.
إن الإدارة التي تبتغي تحقيق أهدافها وتطلعات الناس عليها أن تُولي الابتكار والإبداع أولوية قصوى، وهذا الأمر يتوافق مع رؤية البحرين 2030م. وتشجيع الموظفين والأفراد على السعي للابتكار والإبداع يؤدي إلى تطوير الخدمات العامة ويوفر مصاريف تأخيرها أو تعطيلها أو تدني إنتاجها، وأن يتم تخصيص إدارة أو مرفق للابتكار والإبداع ومتابعته وتنفيذ مشاريع الإبداع والابتكار، بما يؤسس محطات متميزة في مسيرة العمل الحكومي.