ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... الإعلام الشعوبي التركي

| د. طارق آل شيخان الشمري

يستخدم‭ ‬الإعلام‭ ‬الشعوبي‭ ‬التركي‭ ‬عدة‭ ‬أساليب‭ ‬وطرق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬أجندته‭ ‬العنصرية‭ ‬والعرقية‭ ‬تجاه‭ ‬احتلال‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬ومحاولة‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬العنصريين‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أنهم‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر،‭ ‬معتمدين‭ ‬على‭ ‬أذنابهم‭ ‬من‭ ‬خونة‭ ‬العرب‭ ‬كالإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬ومثليي‭ ‬الهوية‭ ‬العربية،‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬بهويتهم‭ ‬العربية‭ ‬لكنهم‭ ‬يوالون‭ ‬ويمجدون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تركي،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬طبعا‭ ‬سيذهبون‭ ‬لمزابل‭ ‬التاريخ‭ ‬هم‭ ‬وتمجيداتهم‭.‬

ويتخذ‭ ‬العنصريون‭ ‬الأتراك‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬قنواتهم‭ ‬الإعلامية‭ ‬أو‭ ‬القنوات‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬تركيا‭ ‬نفسها‭ ‬لمواخير‭ ‬إسطنبول‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬خونة‭ ‬مرتزقة‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬المسيحي‭ ‬القطري‭ ‬المسمى‭ ‬بتلفزيون‭ ‬عزمي‭ ‬بشارة،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬المواخير‭ ‬الإعلامية‭ ‬هو‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬معارضي‭ ‬تركيا،‭ ‬فمن‭ ‬البديهي‭ ‬لهذه‭ ‬المواخير‭ ‬الإعلامية،‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬وأمن‭ ‬تركيا‭ ‬ومواجهة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬ولسياستها،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬لمنافستها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والدولية،‭ ‬ويتم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬معارضي‭ ‬الأجندة‭ ‬التركية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أسلوب‭ ‬تفنيد‭ ‬الاتهامات‭ ‬ضد‭ ‬تركيا،‭ ‬وهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬الاتهامات‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬لتركيا‭ ‬وسياستها،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استضافة‭ ‬مرتزقة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشاشات،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بتفنيد‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬الأجندة‭ ‬التركية،‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬مصداقيتها‭ ‬ومصداقية‭ ‬من‭ ‬يطلقها،‭ ‬مع‭ ‬إظهار‭ ‬تركيا‭ ‬بصورة‭ ‬البطل‭ ‬تارة،‭ ‬وصورة‭ ‬الضحية‭ ‬تارة‭ ‬أخرى،‭ ‬حسب‭ ‬نوعية‭ ‬القضية‭ ‬أو‭ ‬الاتهام،‭ ‬لاستعطاف‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭. ‬

مثال‭ ‬ذلك‭ ‬الاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬لتركيا‭ ‬بالتدخل‭ ‬بالشأن‭ ‬العربي‭ ‬سواء‭ ‬بسوريا‭ ‬أو‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬ليبيا‭ ‬أو‭ ‬الصومال،‭ ‬لتقوم‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬باستضافة‭ ‬مرتزقة‭ ‬قطر‭ ‬وتركيا‭ ‬لتفنيد‭ ‬تلك‭ ‬الاتهامات‭. ‬أيضا‭ ‬الاتهامات‭ ‬لتركيا‭ ‬بحجم‭ ‬ومتانة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل‭ ‬واستمرار‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهما،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬فيه‭ ‬العنصريون‭ ‬والعرقيون‭ ‬الأتراك‭ ‬بشتم‭ ‬العرب‭ ‬وتخوينهم‭ ‬بالتطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ليقوم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرتزقة‭ ‬بالادعاء،‭ ‬بأن‭ ‬تركيا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬المعركة‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬إرث‭ ‬سابق‭ ‬ويحتاج‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التخلص‭ ‬منه،‭ ‬حيث‭ ‬تمجد‭ ‬وتدافع‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬اعترفت‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬وأكثر‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬بالوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فهو‭ ‬يأتي‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬