ومضة قلم

“البديع الصحي” بحاجة إلى تطوير

| محمد المحفوظ

رغم‭ ‬الأحاديث‭ ‬المتكررة‭ ‬عن‭ ‬تدني‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬تجاهلا‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬للتغيير‭ ‬أو‭ ‬التطوير،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬سبب‭ ‬لتجاهل‭ ‬شكاوى‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬البديع‭ ‬الصحيّ،‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬مبررا‭ ‬لكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تذمر‭ ‬المرضى‭ ‬وتجاهلهم‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭. ‬إنّ‭ ‬مركز‭ ‬البديع‭ ‬الصحيّ‭ ‬يعد‭ ‬مثالا‭ ‬على‭ ‬الغياب‭ ‬التام‭ ‬للعمل‭ ‬الإداري‭ ‬والأزمة‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة‭ ‬لكنها‭ ‬تمتد‭ ‬لسنوات،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاستغراب‭ ‬هو‭ ‬أنّ‭ ‬شكاوى‭ ‬المرضى‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أسماع‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالوزارة‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬لديهم‭ ‬النية‭ ‬لمعالجتها‭ ‬علما‭ ‬أنها‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الاستفحال‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭.‬

والذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الأسف‭ ‬أنّ‭ ‬الفوضى‭ ‬الضاربة‭ ‬باتت‭ ‬تعم‭ ‬كل‭ ‬أقسام‭ ‬المركز،‭ ‬لكن‭ ‬أشد‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬أنظار‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬هو‭ ‬الطوابير‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬أمام‭ ‬الصيدلية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭. ‬أساس‭ ‬المشكلة‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬أحد‭ ‬الإداريين‭ ‬بالمركز‭ ‬أنّ‭ ‬الجهاز‭ ‬معطل‭ ‬منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬وإذا‭ ‬سلمنا‭ ‬بأنّ‭ ‬هناك‭ ‬عطلا‭ ‬وهذا‭ ‬طبيعي‭ ‬جدا،‭ ‬ألا‭ ‬يستدعي‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الإداريين‭ ‬المبادرة‭ ‬بإصلاحه؟‭ ‬وهل‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬وقوفا‭ ‬في‭ ‬الطابور‭ ‬وبينهم‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬لوقت‭ ‬قد‭ ‬يناهز‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬لبعضهم‭ ‬آلاما‭ ‬مبرحة؟

لا‭ ‬يفدينا‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬القول‭ ‬إنّ‭ ‬لدينا‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية،‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والمهنية،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬أحد،‭ ‬لكن‭ ‬بالمقابل‭ ‬تفتقد‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬إداري‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تسيير‭ ‬أمور‭ ‬المركز‭. ‬إنّ‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭  - ‬من‭ ‬فوضى‭ - ‬يحدث‭ ‬إرباكا‭ ‬وربما‭ ‬يضاعف‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للمرضى‭. ‬

كنا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التحسين‭ ‬والتطوير‭ ‬ونتذكر‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬تفقدت‭ ‬لجنة‭ ‬نيابية‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬بالمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬وبينها‭ ‬مركز‭ ‬البديع‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬واستكمال‭ ‬النواقص،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬لاحظه‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لمركز‭ ‬البديع‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬أعداد‭ ‬المترددين‭ ‬وخصوصا‭ ‬عيادة‭ ‬الأسنان‭ ‬وعيادات‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬والموظفين‭ ‬والاستقبال‭. ‬المؤسف‭ ‬أنّ‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬برأي‭ ‬اللجنة‭ ‬النيابية‭ ‬وبقيت‭ ‬قراراتها‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق‭.‬