سوالف

امتدح البحرين أمامه... سيصاب بالجنون

| أسامة الماجد

قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬شكرني‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬العامر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نكتبه‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬وتنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬فأجبته‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬“واجب‭ ‬طال‭ ‬عمرك”‭ ‬فرد‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬“ليس‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يعرف‭ ‬الواجب‭ ‬يا‭ ‬ابني”‭.‬

هناك‭ ‬صنف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تجلس‭ ‬معهم‭ ‬أول‭ ‬مرة،‭ ‬وتتمشى‭ ‬نظراتك‭ ‬على‭ ‬وجوههم‭ ‬وترصد‭ ‬تحركاتهم‭ ‬وطريقتهم‭ ‬في‭ ‬الحديث،‭ ‬تشعر‭ ‬أنهم‭ ‬ضد‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬تفرحهم‭ ‬إنجازاته‭ ‬ومسيرته‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬وريادته،‭ ‬فمع‭ ‬كل‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬تحققها‭ ‬البحرين‭ ‬تلتهب‭ ‬مشاعرهم‭ ‬كرها‭ ‬وحقدا،‭ ‬بل‭ ‬يكادون‭ ‬يصابون‭ ‬بالجنون‭ ‬والانتحار،‭ ‬امتدح‭ ‬أي‭ ‬مؤتمر‭ ‬أو‭ ‬معرض‭ ‬تنجح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تنظيمه‭ ‬وتنال‭ ‬إعجاب‭ ‬العالم‭ ‬ترى‭ ‬وجوههم‭ ‬تتلوث‭ ‬بتكشيرة‭ ‬مسعورة‭ ‬وتختفي‭ ‬الابتسامة‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الشفاه‭ ‬وكأنهم‭ ‬يساقون‭ ‬إلى‭ ‬المشانق‭ ‬وساحات‭ ‬الصلب‭ ‬والعذاب‭. ‬عندما‭ ‬يسمعون‭ ‬أو‭ ‬يقرأون‭ ‬منك‭ ‬كلمة‭ ‬العطاء‭ ‬البحريني‭ ‬المتواصل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موقع‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬يسهم‭ ‬مساهمة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬رفعة‭ ‬ومكانة‭ ‬ومنزلة‭ ‬الوطن‭ ‬وحماية‭ ‬مكتسباته‭ ‬ومنجزاته،‭ ‬يشعرون‭ ‬أنك‭ ‬بتلك‭ ‬الكلمة‭ ‬تقطع‭ ‬رأسهم‭ ‬بالسيف‭ ‬وتحاربهم‭ ‬حتى‭ ‬الاحتراق‭.‬

هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الذي‭ ‬يكره‭ ‬إنجازات‭ ‬وطنه‭ ‬ولا‭ ‬يتحدث‭ ‬ويكتب‭ ‬عنها‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بالكتابة‭ ‬أو‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬هو‭ ‬“الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الواجب”‭ ‬وله‭ ‬وضعيته‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأخبار‭ ‬والإنجازات‭ ‬الوطنية،‭ ‬فتراه‭ ‬يملأ‭ ‬الدنيا‭ ‬صخبا‭ ‬وزعيقا‭ ‬على‭ ‬“تعطل‭ ‬أصانصير”‭ ‬وزارة‭ ‬ما،‭ ‬ويتهم‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬بموت‭ ‬الإحساس‭ ‬وعدم‭ ‬المسؤولية‭ ‬وأن‭ ‬الفشل‭ ‬مرشوش‭ ‬كالعطر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الإدارات،‭ ‬المهم‭ ‬عنده‭ ‬تشويه‭ ‬السمعة‭ ‬وافتعال‭ ‬صواعق‭ ‬“الشوشرة”‭ ‬بقصد‭ ‬ضرب‭ ‬الوطن،‭ ‬لكن‭ ‬لو‭ ‬فازت‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بجائزة‭ ‬دولية‭ ‬مرموقة‭ ‬وسمعة‭ ‬عالية،‭ ‬لاختفى‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬مقبرة‭ ‬منتظرا‭ ‬تعطل‭ ‬“أصانصير”‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬باب‭ ‬أو‭ ‬نافذة‭ ‬لينتفض‭ ‬من‭ ‬قبره‭ ‬ويغتسل‭ ‬في‭ ‬أنهار‭ ‬الحقد‭ ‬ويعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬مخازن‭ ‬التسليح‭.‬