القيمة المضافة في البحرين.. من البداية إلى الآن 2 من 3

| أحمد السليمان

مع‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬بدأ‭ ‬التطبيق‭ ‬الفعلي‭ ‬لضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬إعلان‭ ‬رسمي‭ ‬أهاب‭ ‬بجميع‭ ‬المكلفين‭ ‬الاستعداد‭ ‬الكامل‭ ‬للتطبيق‭ ‬لتلافي‭ ‬غرامات‭ ‬باهظة‭ ‬سيعاني‭ ‬منها‭ ‬المخالفين‭.‬

في‭ ‬السعودية،‭ ‬موضوع‭ ‬الضرائب‭ ‬ليس‭ ‬جديداً‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬التجاري‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجهة‭ ‬المكلفة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ (‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للزكاة‭ ‬والدخل‭) ‬قائمة‭ ‬بمهامها‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الزكاة‭ ‬وضريبة‭ ‬الدخل‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تمتلك‭ ‬تصوراً‭ ‬أقرب‭ ‬للواقع‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬عليه‭ ‬الوضع‭. ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‭ ‬النهائي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬سيتكبد‭ ‬الضريبة‭ ‬فعلياً‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬وأن‭ ‬التاجر‭/ ‬البائع‭ ‬سيقوم‭ ‬بمهمة‭ ‬التحصيل‭ ‬والتوريد‭ ‬للهيئة‭ ‬فقط‭. ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬واسع‭ ‬ومتنوع‭ ‬وغير‭ ‬منظم،‭ ‬والبلد‭ ‬شاسع‭ ‬المساحة‭ ‬مترامي‭ ‬الأطراف‭. ‬وقد‭ ‬استدعى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬عملية‭ ‬شبه‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬للهيئة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمراقبة‭ ‬التطبيق‭.‬

كان‭ ‬الوضع‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬الامارات،‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يحوي‭ ‬أنشطة‭ ‬تجارية‭ ‬متنوعة‭ ‬ومعقدة‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بجهات‭ ‬دولية‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للضرائب،‭ ‬ونقل‭ ‬ملف‭ ‬الضريبة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مكلفة‭ ‬بمتابعته‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬البلد‭ ‬تتميز‭ ‬بمقدار‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الحوكمة‭ ‬فقد‭ ‬مرت‭ ‬عملية‭ ‬التطبيق‭ ‬الأولى‭ ‬بسهولة‭.‬

باقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬البحرين،‭ ‬كانت‭ ‬تراقب‭ ‬وترصد‭ ‬الوضع‭ ‬بهدف‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭. ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬كانت‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بموضوع‭ ‬الضرائب،‭ ‬وهي‭ ‬وزارة‭ ‬المالية،‭ ‬مقلة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬الترتيبات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الموعد‭ ‬المقترح‭ ‬لتطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬ما‭ ‬أوقع‭ ‬المجتمع‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬بلبلة‭ ‬حول‭ ‬الأمر،‭ ‬حيث‭ ‬يتطلب‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الاجراءات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المكلفين‭ ‬بالضريبة‭ ‬تمهيداً‭ ‬للتطبيق‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬متوقع‭ ‬للبدء‭ ‬بالتطبيق‭. ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬قامت‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬المراجعة‭ ‬الأربع‭ ‬الكبار‭ ‬للبدء‭ ‬مبكراً‭ ‬باتخاذ‭ ‬الاجراءات‭ ‬الداخلية‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬سليم‭ ‬وسلس‭ ‬يحميها‭ ‬من‭ ‬الغرامات‭ ‬الباهظة‭. ‬واجهت‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬الاستشارية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬أثناء‭ ‬أداء‭ ‬مهامها،‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬ضبابية‭ ‬موقف‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬حول‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحددها‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الخليجية،‭ ‬بل‭ ‬جعلت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭ ‬ذاتياً،‭ ‬من‭ ‬إتاحة‭ ‬المرونة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الظروف‭ ‬الخاصة‭ ‬بكل‭ ‬دولة‭. ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬فاتورة‭ ‬الاستشاريين‭ ‬الضريبيين‭ ‬الذي‭ ‬وفروا‭ ‬طواقم‭ ‬متكاملة‭ ‬رفعت‭ ‬التكاليف‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية‭.‬

اشتكى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬الضريبة‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬العمل‭ ‬وطالبوا‭ ‬بتأخير‭ ‬التطبيق‭ ‬أسوة‭ ‬بدول‭ ‬خليجية‭ ‬أخرى‭.‬